جلس ألبرت على أريكته المفضله وسط غرفة الجلوس مهمومآ ينظر إلى باقة الزهور التي أحضرتها له مارغريت في عيد ميلاده السادس والعشرين قبل أربعة أيام .. أوشكت زهراتها الثلاث على الذبول حيث لم يقم أحد بالإحتفاظ بها في إناء الماء على الرغم من وجوده بجنبها ..






في هذه اللحظات قام ألبرت ينفض غبار الحزن والتعب من على جسمه النحيف , بالكاد تحمله ساقيه اللتان ترتجفان وهو يتذكر فراق مارغريت الأليم .. مشى بكامل قوته متكئآ على أريكته إلى أن وصل نحو تلك الزهور ..






إمتدت يداه اللتان سيطر عليها برد الخوف فجأةً وأخذتا في الإرتجاف كأوتار العود .. استجمع قوته بعد أن أخذ كميةً لا بأس بها من الهواء وأصدر تنهيدتآ حطمت بقايا أضلاعه المتهشمه من أثر غياب اللطيفه مارغريت .. وفي هذه الأثناء أخذ الزهور ليشمها كالكلب البوليسي ليته يجد رائحة عزيزته التي غابت عنه فجأه وبدون سابق إنذار ..






في هذه الأثناء دخل جون الصديق العزيز لألبرت ووجده يناجي تلك الزهرات الثلاث وهي تتعذب بين يده ..





جون : أتركها من يدك ألبرت لا تتهور فقد تخنق هذه الزهور المريضه بين قبضة يدك .. او لعلك تخرجُ مافي نفسك من يأسٍ وألم في هذه الزهور المسكينه فما ذنبها !!






ألبرت : أوووه جون انت هنا .. أنا آسف صديقي لم أنتبه لخبط نعالك الحديديه على ارضية المنزل






جون : إنني لا ألومك يا فتى .. فما حل بك قد أذهلك عن الإهتمام بالجميع






ألبرت مترددآ : لالا فقد نسيت ما حصل ولم أعد أفكر بها ..




جون : هل أنت متأكد يا ألبرت ؟؟ اليوم أكملت اليومين على عزلتك هذه .. إلى متى يا صديقي إلى متى .. يجب أن تجد تطبيقآ فعليآ لكملة ( نسيت ما حصل ) .. هيا ألبرت لا تكن ضعيفآ هكذا .. فالجميع يسأل عنك .. حتى العم جورج صاحب المطعم افتقدك وكان يحضر لك كوب الشاي المفضل عندك أملآ في ذهابك لمطعمه ..





ألبرت : حسنآ جون حسنآ أأؤكد لك أني نسيت ما حصل وسترى بنفسك .. ولكن ما يجمد دماء قلبي هو أنها لم تقل شيئآ عما حصل , كل ما حدث كان بشكلٍ مباغت , لم أتمالك أن تسوء الأحوال هكذا وبدون سابق إنذار





جون : لا عليك ألبرت دعها تذهب فقد يكون لك الخير في ذهابها هون عليك يا صديقي ..







ألبرت : أنظر جون لهذه الزهرات الثلاث كيف ذبلت , هكذا الحب يذبل كما تذبل هذه الزهور حين لم يحتضنها إناء الماء على الرغم من قربه منها .. مافائدة قرب الزهور من إناء الماء إذا لم يحتضن كلٌ منهما الآخر .. ما فائدة هذا الحب بدون مارغريت .. مارغريت اين أنتي فقد أتلفتي كامل ملفات عقلي ومستنداته ..





جون : تبآ لك ألبرت .. منذ نصف الساعه وأنا أعد عليك المحاضرات والنصائح وانت تصيح أين انتي يا مرغريت .. سأذهب إلى اللقاء ..






ألبرت : لحظه جون قف ارجوك ..




ويحتضن ألبرت صديقه جون ويعانقه عناقآ حارآ شاكرآ فيه هذه الروح الأخويه ويعده بنسيان مارغريت التي هجرته بدون سببٍ يذكر ..





*****












نحن كذلك في بعض الأحيان نحتاج لمن يقف بجانبنا أيضآ وينسينا ولو جزءآ من معاناتنا , ويخفف من آلامنا , فهل ياترى سنحظى بصديقٍ مثل جون !!

أستاذي سالم الوشاحي ... بالفعل تواجد الأصدقاء من حولنا له الأثر الطيب في تخفيف المعاناه والتقليل من عوامل اليأس والإحباط .. انا وموضوعي المتواضع قد تشرفنا بك استاذ سالم .. لا حرمنا الله هذا التواجد الطيب ..



أستاذتي آنسـ أسيرة البدر ـــــــــــــــــــه .. الأصدقاء مهما كثروا في هذا الزمان قل نفعهم .. الأصدقاء الحقيقيون مثلما ذكرتي استاذتي هم قله في هذا الزمن .. نورتي موضوعي الهزيل



أستاذي العزيز عبدالله الراسبي .. الإبداع نأخذه منكم ونتشربه كما تتشرب التربه ماء المطر .. نورت سطوري البسيطه بحضورك البهي استاذ عبدالله



استاذتي أم افنان شكرآ بحجم السماء على تشريفك لهذه السطور البسيطه وتنويرك لهذا المتصفح المتواضع



استاذي الكبير خليل عفيفي ومنكم نستفيد ونتقوى في تدارك ما تلاحظونه , ونسترشد بنقدكم الطيب .. كل الشكر والتقدير لك استاذي العزيز على تشريفك لي ولموضوعي البسيط