منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   بأرقام الظلام (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13274)

أحمد ختّاوي 10-07-2012 11:11 AM

بأرقام الظلام
 
بأرقام الظلام
إلى كل شهداء الجزائر وكل علم مسجى بالدماء الزكية
إلى وطني في خمسينيته المظفرة
قصة
أحمد ختاوي

على متن جنح الليل اثنان : ذكر وأنثى .
وأرقام بأعالي المدفأة .. .
لم يكن الشيطان ثالثهما.
عبد المالك فتى في ريعان شبابه يحترف الخزي والفضيلة معا ، يؤمن حتى الثمالة بسريرة الليل ، ، تكتسح زفراته وسط ستائر الليل ،قال الراوي والعهدة عليه .
تسلل عبد المالك ذات ليلة سطوح جاره النائم بالشرفة الوحيدة لبيته العتيق ، تسلل بلطف ، يحمل هذه المرة " بالونا" خفيفا على غير عادته ، نقر به نقرا خفيفا ، استيقظت على إثره " حليمة " ، اقتادته إلى إسطبل التشويهات .أنفاسه المتقطعة تحدث زئيرا لا ينتهي كما الأسد الجوعان ،
امتطيا درجا وسلما يؤديان إلى" إسطبل آخر مهجور ...جلسا قرب مدفأة شتائية مهجورة ، نصف أجهزتها معطلة ، تركن قبالتها قطة وديعة على أكمة من رماد يبدو ساخنا بعض الشيء ، كان عمي " إبراهيم "أبوها قدا أشعل به حطب شتاء الجبل ليتوضأ ، فاحتفظ بدفئه ، بعض من أكوام التبن تعلو زاوية مظلمة تكاد تصل السقف .اندسا بها في ولع شديد ، تسكنهما آهات تعتلج في غورها شذرات " رفت " تحوم، وبعض من الفضائل تطل من محياهما .
غسق الليل لم يشفع لهما في ارتكاب الرذيلة ، كما أن وحيه كان بأرقام الظلام يوزع سريرته على باقي المخلوقات وعلى نجواهما ,
لم يصل المدى في تلك الآونة والساعة تشرف على الثالثة صباحا مداره بعد ،جنحُه ظل يحمل أيضا أرقامه وأرقام الظلام .
اندس الاثنان تحت أكوام التبن ، يبحث كل منهما في وجهة معينة ، اتفقا على أرقام تم تحديدها وزمن معين للعودة إلى نقطة الالتقاء عند المدفأة الهشة كانت هذه الأخيرة تحملها على كاهلها ، كالغواصين دخلا عمق التبن ، كل ينهش وجهته ،،،،وكما الأطفال في براءتهم كانوا " يفتشون " في شكل لعبة صبيانية عن شيء
معفرين برائحة التبن وغباره .
صاحت حليمة " ها هي الخرقة وجدتها " وصاح عبد المالك " وها هو جزء آخر منها عثرت عليه "
كان علم الجزائر مسجى في حفرة بقاع أكوام التبن ،،،أودعه "محمود " الشهيد ذات ليلة صقيعية ، تعقبته خلالها قوات العدو .التبن وروث البقر والماعز تعقبوا مصدر الفضيلة ....وصاح الاثنان : ...والروث ما كان ليحمل إلا "بالون "الظفر ومنابع المروءة ...
أضاف الراوي :هي ذي الشمائل ،لم يكن الشيطان ثالثكما .

أم أفنان الرطيبيه 10-07-2012 05:32 PM

الاخ الرائع والكاتب المتميز

قلمك الصارخ بحبر الجمال له وقع من نوع آخر بنصوص

تجتب القارئ إليها

استمتعت بقرآءة نصك

لك ورود الكون

عبدالله الراسبي 10-07-2012 08:46 PM


اخي العزيز احمد ختاوي تسلم على هذا النص الجميل والرائع
مبدع اخي وننتظر جديدك هنا دائما
تقبل تحياتي


الساعة الآن 04:49 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية