منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   حازم كمال الدين: المسرح بيتي وحياتي (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=15340)

سالم الوشاحي 01-02-2013 06:38 AM

حازم كمال الدين: المسرح بيتي وحياتي
 
ضد الثقافة الشقراء ويحمل وطنه في حكاياته
حازم كمال الدين: المسرح بيتي وحياتي

الشارقة - محمد أبوعرب:





ينطبق المثل القائل “رب ضارة نافعة” على تجربة المسرحي العراقي حازم كمال الدين، فالمسرحية التي قدمها مشروع تخرجه في أكاديمية المسرح والفنون في جامعة بغداد، سببت له مشكلات مع السلطة، دفعت به إلى الخروج من العراق .



كان خروج كمال الدين هو الضارة التي نفعته، فبات خروجه المفتاح الذي فتح له بوابة العمل المسرحي الاحترافي، فجعل من متاعه قليلاً، إذ ما كان يحط في بلد حتى يرتحل منه، فأقام في لبنان وتركيا وسوريا، واليونان، وألمانيا . . وغيرها، وكان خلال تلك الإقامات يواصل عمله في المسرح؛ ممثلاً ومخرجاً و”دراماتورغاً” .



استقر الحال بكمال الدين عام 1987 في بلجيكا ليكمل مشواره في المسرح معززاً تجربته بدراسة أكاديمية، حيث درس العلوم المسرحية في معهد الحركة في جامعة لوفان، ليصبح بعد سنوات مدرساً في المعهد نفسه، لكنه بدأ بذلك صراعاً جديداً مع ثقافته الشرقية والثقافة الغربية، فإما أن يتمسك بثقافته ويتقوقع على نفسه، وإما أن يصبح غربياً وتنفتح أمامه الأبواب . . “الخليج” التقت المسرحي حازم كمال الدين على هامش ملتقى الشارقة للمسرح العربي:



تبدأ سيرته المسرحية فعلياً بعد خروجه من العراق، فالحياة قبل ذلك “كانت أشبه باكتشاف الذات والتجريب في الممكن”، حيث يقول: “منذ خرجت من العراق عندما قدمت مسرحية سعد الله ونوس “الملك هو الملك”، وأنا أتنقل من بلد إلى آخر وفي كل بلد كنت أكتسب خبرات جديدة واشتغل على مشروعي المسرحي، وعملت خلال انتقالي من لبنان إلى اليونان مرواً بالشام، وانتهاء ببلجيكا بعد ألمانيا، مع عدد من الفرق المسرحية في كل بلد، فعملت -مثالاً- في لبنان مع فرقة نوح إبراهيم، وأسست في دمشق فرقة بابل المسرحة وغيرها من الأعمال خلال تلك البلدان” .



السفر بوصفه فكرة يحمل فيها المرء أمتعته وينتقل من مكان إلى آخر، جعل كمال الدين معجوناً بالغربة وأشبه بحكواتي جوال يحمل وطنه في حكاياته، ويعرضها ممسرحةً، وكأن المسرح لديه بات البيت الذي شهد طفولته والمدرسة التي علمته الأبجدية، والأهل الذين شاركهم الفرح والحزن معاً، لذلك توقف كمال الدين عن العمل المسرحي، وطرح سؤالاً شغله أربع سنوات متتالية كان “لماذا أشتغل في المسرح؟” .



يقول كمال الدين: “سؤال شبه وجودي طرحته على نفسي شغلني وأوقفني عن العمل سنواتٍ أربعاً، وفي كل مرة كنت أجيب عن السؤال كانت الإجابة تبدو سخيفة، إذ أقول هل لأحصل على الشهرة؟ أم لأحصل على المال؟ أم لأحصل على المكانة الاجتماعية؟ . . إلخ، كل الإجابات كانت سخيفة وليست هي السبب الحقيقي لي لأشتغل في المسرح” .



ويتابع “أدركت بعد ذلك أن لكل منا في الحياة مكان سير إلى أن ينتهي دوره في الحياة، ويكون هذا المكان هو حياته، أو ما وجد ليقوم به، فأيقنت أن العمل في المسرح هو حياتي والذي أصبح من دونه خارج الحياة” .



تحويل الغربة من مذاقها المر إلى حالة إبداعية هذا ما فعله كمال الدين في صياغته للشرق، إذ يبوح: “المسرحي العربي في الغرب مرفوض إلى أن تتم غربنته؛ أي أن تقديمه أعمالاً مسرحية تنتمي إلى الشرق يبقى رهينة إيجاد مقاربات بينها وبين المشهد المسرحي الذي يتحرك فيه وهو الغرب” .



ويضيف: “حين وصلت إلى الغرب كانت تنقصني المعرفة التقنية لما وصل إليه المسرح، وما إن اكتسبت ذلك في الدراسة والأكاديمية والعمل في المسارح، حتى بدأت أعمل فعلياً على مشروعي المسرحي” . ويتابع “أدركت مبكراً واقع المسرحي العربي في الغرب، فإما أن يتقوقع ويشتغل مسرحاً لجالية بلاده، وإما أن يسير في التيار الغربي ليظهر كاسم في الساحة المسرحية الغربية، ومنذ حينها اخترت أن أعمل على تجربتي وأنحاز إلى الشرق لأني آمنت أن العمل المتين يفرض نفسه” .



تبدو المهمة صعبة بأن يواجه المبدع تياراً ماثلاً، ويدافع عن ثقافة كاملة، يوضح كمال الدين كيف تحمل هذا المهمة بقوله: “أسست محترف صحراء 93 عام 1993 كبيان أعلنته ضد الثقافة الشقراء التي لم تكن ترى في الآخر سوى مشروع يعضد الأنا الغربية ويعمل على تثبيت مكانتها باعتبارها مركز الكون” .


جريدة الخليج الإماراتيه


الساعة الآن 02:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية