منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   قضايا وأراء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مراسم النذور (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=18221)

ناجى جوهر 09-09-2013 12:03 AM

مراسم النذور
 

مراسم النذور
( اى نذر)


http://download.mrkzy.com/u/thumbs/0...1d2ba0c6f1.jpg

أتحدث عن تقاليد ربما لم يعد لها وجود
بينما كانت من المسلمات قبل 1970 م

يحدث أن ينذر احدهم أو أحداهن أن يذبح بقرة أو شاة لله ,
وتعمل مأدبة طعام الناس .
اذا عاد ولدها الغائب بصحة وسلامة خلال مدة محددة .
أو اذا عثرت على مجوهراتها المفقودة ,
أو تزوجت أختها العانس أو اذا سفى والدها من المرض...الخ
فإذا حصل ما تمنت , فإنها توفي بالنذر , فتجهز الذبيحة ,
وما يتبعها من أطعمة كالرز و البهارات
ثم تكلف بعض الطباخين بإعداد الوليمة .
تتم دعوة مجموعة من الأهل و الاقارب
ثم يتوجهون في اليوم الموعود الى قرب أحد الأضرحة ,
ضريح الصحاب زهير بن القرضم رضى الله عنه
أو ضريح الولى محمد بن علي رحمه الله
حيث تتوافد جموع المدعوين, منذ الصباح ,
و تعقد النسوة جلسة ذكر صباحية بعد زيارة القبور
حيث تقرا أحدى المتعلمات أحاديث نبوية شريفة و تفسيرها
والمولد الذي به مدائح النبي صلى الله وعليه وسلم
ثم يعقدن جلسة أنس تختلف باختلاف الطوائف ,
فنساء تكون جلستهن ناناه والى مكبر ,
http://download.mrkzy.com/u/thumbs/0...afe8bfe732.jpg
و نساء أخري يسلين أنفسهن بالسوالف والحكايات ,
وطائفة ثالثة تعقد جلسة طرب ورقص و غناء .
بعد صلاة الظهر تقدم المأدبة وهي الرز
مع اللحم (القبولي _ المكبوس)
ثم استراحة تتخللها بعض الالعاب المسلية
مثل لعبة أمون عنه _ بالنسبة للبنات والنساء .
بينما يستعرض الشباب قواهم في لعبة : كيزين أو ابتداروت .
و الاولاد الصغار يلعبون العابهم الخاصة
مثل لعبة (أفات ) وغيرها . قبل صلاة العصر
يتوجه الجميع الى الضريح
حيث يتوضؤن و يصلون ، ثم تدعو صاحبة الشأن وتحمد
الله على نعمائه كما تدعو لصاحب الضريح
ثم يتوجهون الى قبور موتاهم ويقرا ون الفاتحة و يستغفرون لهم
بعد ذلك تستكمل جلسة الطرب بأن تلعب صاحبة الشأن
و أخواتها و قريباتها ومجموعة من الحاضرات ,
في المكان المخصص للنساء .
بينما يلعب الرجال و الشباب في
مكانهم البعيد عن النساء .
وقبل المغيب يعود الجميع على ايقاعات
رقصة المدار(هيدر)و الهمبل (هم بل) او الزامل الظفاري (زامل) او
(لانزيه) لبعض الطوائف
بينما يعود آخرون في صمت وهدوء , في الليل تقام حفلة سمر
حيث تلعب النساء والبنات في الليلة الاولى,
ثم يرقص الرجال رقصة البرعة في الليلة الثانية , وينتهي النذر
نفس المراسم تجري مع من ذبح ذبيحة بقصد
الشكر على السلامة (أس سلوت )
سلامة من الغرق من المرض من حادث و لكنها ليست نذر
انما تبرع من صاحب الشأن شكرا لله عز وجل.
و دمتم سالمين



إدريس الراشدي 09-09-2013 01:19 AM

أهلا بك أخي العزيز وأستاذي ناجي

موضوع يستحق اعادة النظر فيه من الناحية الشرعية من أهل الإختصاص ، فهو خطير جدا

والحمدلله الذي هدانا للتخلص من عادات بها الكثير من الشبهات وبعضها فيه من البدع

وأخرى بها شرك واضح كالتقرب لأصحاب القبور وما يسمونهم بالأولياء ،

وحتى النذر نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلّم

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليس لدي إضافة أكثر من تلك ، أترك المجال لمن هم اعلم مني بهذا الموضوع

تقبل تواضع المرور سيدي

سالم الوشاحي 09-09-2013 05:49 AM

الأستاذ القدير ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييك على ماتقدمت به وتفضلت طرحك راقئ وموضوعك مهم ..بالنسبة للنذر وهو كما قلت

لم يعد لها وجود منذو أن عرفنا حرمة تلك النذور والولائم عند الأضرحة .. ولكن لابأس من باب

التذكير بعادات خاطئة كانت متبعة سابقاً ..لتروى للأجال الحاضرة والقادمة على وجة الشمول حتى

تتجنب وتقف عندها بحزم حتى لاتعود للظهور.

بارك الله فيك على هذه المواضيع القيمه .. واتمنى أن أرى لك جديداً هنا يحمل إرثاً حضارياً ممتعاً .

تحياتي وتقديري

عامرالناعبي 09-09-2013 11:32 PM

أخي العزيز صاحب الجوهر - ناجي جوهر
شكراً لك على هذا الموضوع الجميل الذي طرحته لنا
والذي تطرقت فيه لمسألة النذر وما كان يمارس فيه من طقوس
ولكن أعتقد ياخي الكريم انه توجد بعض الإختلافات في طقوس هذه العادة والغرض منها
فعلى سبيل المثال لا الحصر ففي بعض ولايات محافظة مسقط يعتمدون في نذورهم على المساجد والعيون المائيّة
حيث انهم يعتبرونها سبباً او وسيلةعلاجية للشفاء من بعض الأمراض التي يصابون بها
حيث ان التذر على المساجد للإستشفاء من امراض السحر او الجن واما بالنسبة للنذر على العيون المائية
فهي للإستشفاء من الأمراض الجلدية او ماشابه ذلك من امراض عضوية ظناً منهم واعتقاداً بأن مياه تلك العيون مباركة
وشافية من تلك الأمراض وقد توارثوا هذه المعتقدات من الأجيال السابقة
ولكن كل هذه المعتقدات ليس لها دليل شرعي وهي عارية من الصحة وبمثابة الشرك بالله سبحانه وتعالى
لأنه هوالشافي وهو المعافي وهوعلى كل شيء قدير ، اما بالنسبة لمياه تلك العيون فبعضها
توجد فيها بعض الموادالطبيعية التي لها دور في شفاء بعض الأمراض الجلدية المزمنة
لذلك إعتقد هؤلاء الناس بأن كل العيون تشفي هذه الأمراض فترسخت هذه الفكرة وتوارثتها الأجيال جيل بعد جيل.
اما بالنسبة للنذر لسلامة ورجوع الغائب او ماشابه ذلك فهي من وجهة نظري المتواضعه اقرب للصدقة
والصدقة امرٌ جيّد فهي تدفع البلاء وفيها اجر كبير لمن قام بآدائها.
هذا ما اردت ان اشارك به في هذه المداخلة المتواضعة ، فاسحًا المجال لبقية الأقلام المبدعة

ناجى جوهر 10-09-2013 12:08 AM


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي العزيز إدريس الراشدي
أحب أن أبشرك بأن هذه السلبيات قد
أنطمس نورها حينما أشرقت أنوار
النهضة العمانية على يد صاحب الجلالة
السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه
و إنما أقوم بسردها كأعراف كانت سائدة
في فترة من فترات السبات العميق
أما اليوم فقد أنتشر العلم و عرف الناس
الحق من الباطل بفضل الله
شكرا لك على الإهتمام


ناجى جوهر 10-09-2013 12:12 AM


لا فض فوك أخي العزيز سالم الوشاحي
نعم هذا ما قصدته تماما من عرض هذه
التقاليد و الأعراف ...
أن يطلع النشاء على عادات ذويهم
و من ثم أخذ الصالح و ترك الطالح
و فعلا فالنذر لم يعد يعمل به في مجتمعنا
أشكرك على التفاعل و التوضيح
دمت بخير


ناجى جوهر 10-09-2013 12:21 AM


أتيت بفصل الخطاب أخي الحبيب عامر الناعبي
الطقوس متشابهة إلى حد كبير
فالنذر للأولياء و المساجد كانت قائمة
و كذلك النذر لإستجلاب الغائبين
و للعثور على المفقودات
و للزواج و غيرها
أما الآن فقد تنورت عقول الناس
و لم تعد تلك المراسم سوى ذكرى
حفظك الله و رعاك


بو ميحد 18-09-2013 10:16 PM

أخواني الافاضل ادريس وناجي
استوفني رد الاخ ادريس الذي يشمل حديث ابو هريره واعتقد ان الحديث غير صحيح ولا يمكن ان الرسول قال حديثا كهذا لان الله عز وجل قال يوفون بالنذر ويخافون يوما عبوسا قمطرير واية اخرى اني نذرت للرحمن صوما !!! اما رد الاخ ناجي حيث قال في رده على ادريس ان الناس عرفت الحق من الباطل
كيف يكون باطل والناذر لم يشرك ؟؟؟ فهو لم ينذر للولي بل يدعو له والدعاء مشروع ولم يدعوه لكشف الضار

ناجى جوهر 19-09-2013 12:44 AM


السلام عليكم أخي العزيز الشاعر/ بو ميحـــــــد
شرفني تفاعلك الموضوعي مع
مشاركاتنا المتواضعة
أخي الكريم إنما قصدت من قولي :
عرف الناس الحق من الباطل
أي أنهم إذا تكلفوا النذر فإنما
يفعلون ذلك لوجه الله وحده
وقد كان فيمن سبق من يفعل لغير الله
و أتفق معك في أن النذر مباح
و لكن حذر رسول الله صلى الله عليه و سلم
من عواقب عدم الوفاء به
يعني من الأيسر أن لا ينذر
و يعوض عن ذلك بالصدقة
طبت و طاب قلمك
و تقبل فائق تحياتي


يزيد فاضلي 19-09-2013 10:41 PM

.../...
 
...توصيفٌ بديعٌ-أخي الكريم الحبيب ناجي جوهر-لتلك التقاليد الاجتماعية الموروثة في منطقتكم عن ( مراسيم النذور ) والتي غدتْ في النهايةِ مظهراً شعبويًّا لطيفاً تحكيهِ الجدَّاتُ للأحفاد...

فقط-أخي الحبيب-لي بعد إذنِكَ إثارةٌ متواضعةٌ هادئةٌ لموضوع ( النذر ) من الناحية الشرعية التأصيلية،تعليقاً على ما ورَدَ في تعليقيْ الأخوين الكريميْن الحبيبيْن ؛ إدريس الراشدي وبوميحد...

والحق أن ما ذهبَ إليه الأخوَان عن أحكام النذور يلامسُ الصوابَ الشرعي المقرر-عند علمائنا الثقات-في أبواب ( المعاملات )...

كلاهما صائبٌ-إن شاء الله-في ما ذهبَ إليه..فقط إنما تناوُلُ المسألةِ الشرعيةِ من جوانبَ جزئيةٍ هوَ ما يُوهِمُ القارئَ أنهما على اختلافٍ..وما هما في الحقيقةِ على اختلافٍ...

فأخونا الكريم إدريس تناولَها من زاويةٍ شرعيةٍ صحيحةٍ..وأخونا الكريم بوميحد تناوَلَها من زاويةٍ شرعيةٍ صحيحةٍ أخرى...

وإليكم-أحبتي-النظرة الشرعية الكلية للمسألة كما هي مقررة في أصولنا الفقهية...

لمَّا كانَتِ النذورُ أنواعاً-حسَبَ طريقةِ ما يُلزمُ المسلمُ نفسَهُ طاعة ًللهِ-فإنها بالتالي تتراوَحُ بين الإباحةِ والكَراهةِ والتحريم...

أمامي الآنَ مرْجعَان معتمدان من مراجع علمائنا الأخلاف الثقات..لنفتحْهما ونرَى..

ــــــــــــــــــــــــ


يقولُ العَلَّامة الشيخ أبوبكر جابر الجزائري حفظه الله-الإمامُ والمدرسُ بالمسجدِ النبوي الشريف-في كتابه الثر ( منهاج المسلم ) ص : 469 :

(( يُباحُ النذرُ المُطلق الذي يُرادُ به وجْهُ الله تعالى كنذر صيامٍ أو صلاةٍ أو صدقةٍ،ويَجبُ الوفاءُ به..

ويُكرَه النذرُ المقيد [ المشروط ] كأن يقولَ : إن شفى اللهُ مريضي صمتُ كذا أو تصدقتُ بكذا لقول ابن عمر رضي الله عنه-في الحديث الصحيح المتفق عليه-(( نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال : إنه لا يَرُدُّ شيئًا وإنما يُستخرَجُ به مالُ البخيل ))..

ويَحرُمُ-النذرُ-إذا كانَ لغيْر وجه الله تعالى كالنذر لقبور الأولياء أو أرواح الصالحين،كأن يقولَ : يا سيدي فلان،إن شفى اللهُ مريضي ذبحتُ على قبركَ كذا أو تصدقتُ عليكَ بكذا،إذ هذا من صرْفِ العبادةِ لغيْر الله تعالى،وذلكَ الشركُ الذي حرمه اللهُ تعالى بقوله-في سورة النساء : (( واعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا ))...
)) اهـ

ثم يستطردُ العلامة الشيخ أبو بكر جابر في ذكر أنواع النذور في الإسلام التي تنسحبُ عليها أحكامُ تلك الإباحة والكراهةِ والتحريم،فبيَّنَ أنها-على الأعم-سبعة أنواع...
http://static.echoroukonline.com/ara..._446859317.jpg
يقولُ في ذاتِ الكتاب ص : 469 و 470 و 471 :

(( أنواعه : للنذر أنواعٌ،وهي :

1- النذر المطلق [ المُعيَّن ] : وهو الخارجُ مَخرج الخبر،نحو قول المسلم : لله عليَّ صومُ ثلاثةِ أيامٍ،أو إطعام عشرة مساكينَ مثلاً،يريد بذلكَ التقربُ إلى الله تعالى..

وحُكْمُ هذا النوع من النذر وُجُوبُ الوفاءِ،لقوله تعالى : (( وأوفوا بعهدِ اللهِ إذا عاهدتم )-النحل-،وقوله سبحانه : (( وليُوفوا نذورَهم ))-الحج-

2- النذرُ المطلق غير المُعيَّن،كقول المسلم : لله عليَّ نذرٌ..ولمْ يذكر النذرَ..

وحكمه أنه يجب عليه في الوفاء به كفارة ُيَمينٍ،لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامُ مسلم-: (( كفارة النذر إذا لمْ يُسَمِّهِ كفارة يمين ))،وقيلَ يُجْزئـْـهُ فيه أقلُّ ما يُسمَّى نذراً كصلاةِ ركعتيْن أو صيام يومٍ..

3- النذر المقيَّدُ بفعل الخالق عز وجل ؛ وهو الخارج مخرجَ الشرط كقول المسلم : إنْ شفى اللهُ مريضي أو رَدَّ غائبي أطعمتُ كذا مسكيناً،أو صمتُ كذا يوماً..

وحُكمُه-مع أنه مكروهٌ-يجبُ القيامُ به،فإذا ما قضى اللهُ حاجتـَهُ وَجَبَ عليه فِعْلُ ما سمَّاهُ من العبادة،لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري-(( مَنْ نذرَ أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْهُ ))،وإن لمْ يَقضِ اللهُ حاجتـَهُ فلا وفاءَ عليه..

4- النذر المقيَّدُ بفعل المخلوق ؛ وهو نذرُ اللجاج [ التحدي والمعاندة ]،كقوله : أصومُ شهراً إن فعلتَ كذا وكذا،أو وقعَ كذا وكذا،أو أخرجُ من مالي كذا وكذا إن فعلتَ كذا وكذا..

وحكمُه أنه يُخيَّرُ بين الوفاءِ به وكفارة يمين إذا هو حَنثَ فيما عَلَّقَ النذرَ عليه،لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح الذي رواهُ سعيد في سننه-(( لا نذرَ في غضَبٍ،وكفارته كفارة يمين ))،إذ نذْرُ اللجاج غالباً لا يكونُ إلا معَ غضبٍ،ويُرادُ به منْعُ المخاطَبِ من فِعْلِ شيْءٍ أو ترْكِهِ..

5- نذْرُ المعصية ؛ وهو أن ينذرَ فِعْلَ مُحَرَّمٍ أو ترْكَ واجبٍ،كأنْ ينذِرَ-والعياذ باللهِ-ضرْبَ مؤمنٍ أو ترْكَ صلاةٍ مثلاً..

وحُكْمُهُ أنه يَحْرُم الوفاءُ بهِ،لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح الذي رواه أحمدُ والترمذي وابنُ ماجه وأبوداوود والنسائي-(( مَنْ نذرَ أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْهُ،ومَنْ نذرَ أن يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ ))،غيْرَ أنَّ بعضَ أهل العِلْمِ رأوْا أنَّ على صاحبه كفارة يَمينٍ لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الذي رواه أبو داوود بلفظِ : (( ....ولا فيما لا يملكُ ابن آدمَ )) وسندُهُ لا بأسَ به-(( لا نذرَ في معصيةٍ،وكفارتـُهُ كفارة يَمين ))..

6- نذرُ ما لا يملكُ المسلمُ،أو ما لا يُطيقُ فعلـَهُ،كأنْ يَنذرَ عِتقَ عبْدِ فلانٍ،أو التصدُّقَ بقنطارٍ من الذهبِ مثلاً،وحكمُه أن فيه كفارة ً،لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-الذي رواه عبد الرزاق والنسائي بلفظ : (( لا نذرَ في مَعصيةِ اللهِ ولا فيما لا يُمْلكُ ))-(( لا نذرَ فيما لا يُملَكُ ))..

7- نذرُ تحريم ما أحلَّ اللهُ تعالى ؛ كأنْ يَنذرَ تحريمَ طعامٍ أو شرَابٍ مُباحيْن،وحكمُه أنه لا يُحرِّمُ شيئًا مما أحلَّ اللهُ سِوَى الزوجةِ،فمنْ نذرَ تحريمَها وجبَ عليه كفارة ظِهارٍ،وما عدا الزوجة ففيه كفارة يَمين..

( تنبيهان ) :

- مَنْ نذرَ كلَّ مالِه يُجْزئهُ الثلثُ منه إن كان النذرُ مُطلقاً،وإن كانَ النذرُ نذْرَ لجَاجٍ يكفيهِ كفارة يَمين..

- مَنْ نذرَ طاعة ً،وماتَ قامَ وليُّهُ نيابَة ًعنه،لِمَا صحَّ أن امرأة ًقالتْ لابن عمَرَ-رضي الله عنهما-إن أمَّهَا نذرتِ الصلاة في مسجدِ قِبَاء،ثم ماتتْ،فأمَرَها أن تصلي عنها بمسجدِ قِبَاءَ
)) اهـ

ــــــــــــــــــــــــ


وتعميماً للفائدة الشرعية-أحبتي-وإمعاناً في التأصيل الشرعي للنذور،أمامي الآن المرجع الثاني،وهو كتاب ( السُّنة النبوية بيْن أهل الفقه وأهل الحديث ) لفضيلة العلاَّمة والداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله...
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...XpYjpoyUVbaTTY
نفتحُ الكتابَ ص : 131 لننقلَ هذا الكلامَ العلميَّ النفيسَ :

(( تلاوة ٌقليلة ٌللقرآن الكريم،وقراءة ٌكثيرة ٌللأحاديث،لا تعطيان صورة ًدقيقة ًللإسلام،بل يُمكنُ القوْلُ بأن ذلكَ يُشبهُ سُوءَ التغذيةِ،إذ لابد من توازُن العناصر التي تكَوِّنُ الجسمَ والعقلَ على سَواءٍ...

ولنضربْ أمثلة متدرجة ًمن الخفيفِ إلى الدقيق :

يرى الإمامُ الصنعاني-رحمه اللهُ-أن النذرَ حرامٌ،معتمِداً على حديثِ ابن عمرَ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهَى عن النذر..! وقال : (( إنه لا يأتي بخيْر،وإنما يُستخرَجُ به من مال البخيل ))..

والنذرُ الذي لا يأتي بخيْر هو النذرُ المشروط الذي يُشبه المعاوضاتِ التجارية،يقول الإنسانُ : للهِ عليَّ كذا إنْ شُفِيتُ من مَرَضي أو إن نجحَ ابني...

أما النذورُ الأخرى في طاعةِ الله فلا حرَجَ منها،مادامتْ من الناحيةِ الفقهيةِ صحيحة...

والسؤال : كيفَ يَحكمُ بأصل الحُرْمةِ في النذور كلها مع قولِه تعالى في وصْفِ الأبرار : (( يُوفون بالنذر ويَخافون يوماً كان شرُّهُ مستطيراً ))-الآية 7 من سورة الإنسان-وقوله في موضعٍ آخر : (( ثم ليقضوا نفثَهُمْ وليُوفوا نذورَهُمْ وليَطوَّفوا بالبيْت العتيق ))-الآية 29 من سورة الحج-...
)) اهـ

بوركَ فيكَ أخي ناجي..وبوركَ في بقية الأحبة...


الساعة الآن 01:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية