[نوف البادية]

ما زالت الذكرى الموجعة لا تبارح مخيلتي
وأنا أبكي أمام أجمل الذكريات
أبكي فقدانه
أبكي شوقا له والتماساً لحنانه
أبكي بقوة وحرارة وأنا أسأل ((أين هو؟!))
حين أهدأ من بكائي
أحاول إشغال نفسي بأي شيء لأنسى
ولكن لا أنسى
وهل هناك من يستطيع نسيان حياته ؟!
نبع الحنان ..
وركن الأمان ..
والاحتماء من غدر الزمان ..
كل ذلك تلاشى بالنسبة لي
أصبحت فجأة بلا حدود
بلا أقنعة .. بلا حوائط
لا شيء يحدني .. ولا شيء يسترني
ضياع شامل يكتنف عالمي
حتى غدوت كنبتة صغيرة جافة
وسط صحراء مترامية الأطراف
تحيط بها العواصف من كل جانب
قاسيت من حرماني حنانه
طفلة صغيرة بلا أجمل شيء بحياتها
ذقت مرارة بعده وشوقي له
حتى أصبحت بدونه
أحس بأني وسط أجواء مثقلة بأنفاس الغيرة والحقد
مشحونة بالقلق والتوتر
وهبوط متواتر في مشاعري
وإحساسي قادني إلى البرود
والبرود التام تجاه كل شيء وأي شيء
لا شيء يثيرني ولا شيء يحركني
إلا أني أحس بشيء غريب حين يمر بي طيفه
أشعر بضيق شديد في التنفس
وكأن أيدي قوية تغتالني
أحس بأني ضعيفة هشة بدون أسلحة
بلا حماية من أي نوع
تلفت حولي أبحث عن صدر حنون
يخفيني عن التطلع لمصير أرهب مجرد تصوره
تلفت أبحث عن كلمة حنان ضاعت في أبخرة الحقد والغيرة
بحثت عن دموعي
عن جدار أتكئ عليه خلال معركتي مع الحياة
لكن الزمن خذلني
فواجهت حياتي المقبلة
وحيدة إلا من حزني
خائفة إلا من أمان مزيف يطرق أبوابي
حاولت النسيان
وأمل بعيد يداعب مخيلتي
وحلم ما زال رغم كل شيء
يحتل مساحات شاسعة من تفكيري
لكن أحلامي واجهتني بعذاب يفوق احتمال البشر