( لعبة الوقت )
على آخر حدود الوقت أقف متأرجحاً والريح تحرك جسدي تنذر بوقوع أمر مشئوم وعلى الطرف الآخر هوة سحيقة تفتح فاهها وكأنها تناديني " تعال " ، وأنا أزداد تأرجحاً وخوفاً والوقت يعلن نهايته فأسقط من أعلى قمة الأيام متدحرجاً ومرتطماً رأسي بصخور الماضي المترسبة في هذا الدهر فتدميني الذكريات لكن سقوطي لا يقف عند حجر معين بل أهوى إلى القاع .. قاع الوقت وفي الأسفل يرتع سواد لا يعقبه إلا السواد وبقايا ذرات تراب الأمس الذي يهوى من وقع السقوط فينام على وجهي .
وجهي حكاية أخرى من حكايات السنين .. حينما رأيته قبل كذا عام على نافذة جدار جارنا أحسست أن خرائط الغد مرسومة عليه وأن الكرة الأرضية لا تدور إلا على هذا الوجه وكأنه ينسج جراح في كل وقت لتتناسل تلك الجراح وتنزف فوق أرصفة الساعات وموانئها التي لا تتوقف .. الساعات أرجوحة عابثة بأحوالنا المتقلبة التي إن استقرت على حال أتت عليها رياح عاتية من جسد الدهر المهترئ فتنقلنا عبر صحراء الذات من مكان إلى مكان في دوران لا ينتهي يصعب الرجوع إلى نقطة البداية .
البداية كانت بإرادتنا كعادتنا .. خطوات على تراب الرغبة خطوناها في غفلة من فكرنا الذي كان يغط في سبات أحلام وردية ذات أشواك مسننة وسارت تلك الخطوات عارية بدمائها نازفة دون أن نشعر أننا نسير نحو النهاية التي هي من اختارنا لننام في وادي الأسى ذاك الأسى الذي هو قطعة من عذاب مستمر .
جزء من النص مفقود