[جاسم القرطوبي]

أعيشُ في الوهم يا ليلى وأنتحرُ = والهمُّ يعصرني مدا ً فأنحسرُ

ما ثَمَّ لي غيرُ أشعارٍ أنَمِّقُها = وكُلْم ِ داءٍ عضال ٍ فِيَّ يستعرُ

لو كان للشعر عند الناس مملكة = مليكة ً صرتِ بي والحور تندثرُ

أما ترين نساءً لا خلاق لهنْ = يشرين ربقته والشعرُ يستتِرُ

أعيذ جلدك مما قد وهى جَلدي = فبعضُ ما بي له الأحجار تنفطرُ

ولم أزل في مناجاتي وأدعيتي = أؤُمِّلُ الخير من هذا وأقتصرُ

يا ربُّ كنْ راحمي يا واحدا أحدا = يا من برحمته الخيراتُ تنتشرُ

وحُلَّ عقدةَ همٍّ فِيَّ ما برحت = وجد على قلبِ أمٍّ كاد ينفجرُ

أُصَدِّقُ الروحَ منها فري أزمنة = ولم أكن في الهوى لولاهُ أصطبرُ

أحيا حياة الدمى في ظل أحجية = وثم أذبل كي بي الغيرُ يزدهرُ

إليك رباهُ أشكو فاستجب كرما = يا من به علةُ الشاكين تنجبرُ

ناداك من ظلمة الخلجان سيدنا = ذو النون أدركته والحوت منبهرُ

والعبدُ من ظلمة الدهماء والنَّصب ِ الـ = ــعظيم نادى لعل الذنبَ يغتفر ُ

ضاقَ الخناقُ فعجّل بالخلاص له = يا واسع الجود إنّ القلبَ ينتظرُ

وصلِّ ربي على الهادي وشيعته = من آله وصحابٍ سادة ٍ نصروا

مسلما ما همت عينُ الفتى ندما = وجُدْ على جاسم ٍ ما قد بدا القمرُ