[ترنيمة الامل]

أفاق الربيع

حلقت طيور الشمال مساءا نحو أعشاش السكون وتسابقت لتلاقي نسمات الهبوب القادمة من وقع الشلالات المضيئة
بخيوط الغروب .. تهافتت أسرابا بعد أن اغتسلت بحبات البرد النقية الصافية .. حبات البرد الأشبه بكرات اللؤلؤ الفضية
المتطايرة على اثر الرياح الباردة , تغتسل من كدر الأسفار وعناء الأنتقال لتعود مرحة نشطة تنعش بنشاطها الفضاء بأكمله
.. سترقص السحب المتراكمة خلف أسراب النوارس وترمي بقطراتها على أفياء الأرض المشتاقة لإحتضان بنات السحاب
الصغيرة, وستعزف السنابل سيمفونية متناغمة مع تناغم أسراب الطيور .. جابت أرجاء كثيرة ورأت معالم الحياة الجميلة .
رأت تطاير الأسماك المرحه على الانهار الزرقاء واستلقاء الاطفال على ضفافها الخضراء . توقفت على اسياج الحقول
وكثيرا ما تخاصمت مع شقاء المواشي وأزعجها خوار الأبقار القادمة من المراعي في الجبال العالية, وفي الأحراش
الشاسعة لمحت السنابل الذهبية تناديها لتكرمها بحباتها اللامعة .. وتمضي الطيور وتنتهي الرحلة السعيدة لتستقر في
أعشاشها حتى ينقضي الشتاء القارص وتعود الحياة مفعمة بالحيوية والمرح وتعود الطيور لتتابع رحلة الحياة من جديد .