عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18-09-2011, 02:55 PM
الدكتور طاهر سماق الدكتور طاهر سماق غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: syria
المشاركات: 45
إرسال رسالة عبر MSN إلى الدكتور طاهر سماق إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الدكتور طاهر سماق
افتراضي



لطمٌ على خدين!

في تلك الحُلكة..
ما كنتُ سأدرِكُ أنهما خدّا خليلٍ لولا ما تلا اللَّطمَ من تألُّمٍ وحسرات

كان يقول:
ما أتعسني يا رب! ما الذي ساقني إلى هذا المصير؟؟

التفتُ إليه:
ما بك يا رجل؟؟ كنتُ أعتقد أنك أكثر شجاعةً!
أؤكدُ لك أننا قاب قوسين أو أدنى ..
ما لك؟ .. تماسك؟
لَمْ يُجبني بأيِّ تعليق
فقط ..
عاود اللطمَ والسير

بتُّ أتحاشى أن أحدِّثَهُ بأي شيء ..
لأنَ ما أبداه من فزعٍ قد بدأ يتسلل إلى نفسي .. لا أنكر
لكنِّ ..
لا شيء من حولنا يوحي بقرب الفرج
ظلامٌ وسكونٌ ووحشةٌ وصوتٌ وانتظامُ خطا ..
حتى النجوم .. بات وميضها يخبو

صرنا نترقَّبُ أيّ صوتٍ .. أيَّ وميض
لا شيء .. حتى الجنادب
أكمةٌ .. ثم منحدر .. ثم أكمةٌ .. ثم منعطف ..

ولا شيء
كان قد مضى على مسيرتنا أكثر من ساعتين
وأصعبُ ما يُطلبُ من امرئٍ أن يعطي ما لا يملك

استدرت إليه:
بجد .. لا تحمل همَّاً ..
لقد اقتربنا
أنا متأكد من سيرنا ..
إنني أستدلُّ بالنجوم يا خليل ..
انظر .. ذاك نجم القطب
نحن نسير شمالاً إذن .. وهو الطريق الصحيح.

كنتُ كمن يُصوِّتُ في بئرٍ ناضبة!
لم يكن ليجيب !!





ساورني شكٌ في نجمٍ أطلَّ قريباً من الأفق
كأنه ليس نجم!
كان ضوءُه يشتد حيناً ويخبو .. ويهبُني أملاً أنه ليس من نجوم السماء
فليس منها من يشتدُّ ضوءه كلما حثثت السير نحوه

لكنه نجم .. كباقي النجوم ..
بحجم نجم القطب .. لكنه أسفل قبة السماء

كنا .. كلما سرنا باتجاهه أكثر .. أشعر باليقين وقد حلَّ في بصيرتي مكان الظنون
حتى إذا رأيتُه وقد أحاط به قائمتين وعارضة، ومن خلفِهما حجارةٌ منضدَّة
إنه منزل .. يا إلهي .. ما أسعَدني تلك اللحظة
على الأقل نستجير بأنس من عتمة هذا الليل الحالك
لم أشأ أن أحَدّثَ خليلاً بشيء.
كان يسير ورائي مُطرقاً لا يأبه إلا لوقع خطواتي التي علَّقَ عليها كلَّ ما تبقى لديه من أمل.
وكنتُ لم أشأ أن أقطع عليه بقية ذاك الأمل.
اقتربنا من ذلك المنزل أكثر
كانوا بضعة بويتاتٍ لم يحظَّ إلاه بذلك المصباح الخافت
باغتني بابُه المألوف..

ناديت:
غسان!! .. أين أنت؟ ..
اخرج .. لقد جئتكَ بخليل ..
__________________
قلتُ يوماً:
شِعْري .. نافِذَةُ النَّاسِ إلى ضَعْفي
وَيحي ..ما أقبحَهُ شِعري
ما أذيعَهُ سِرِّي
وقلتُ آخر:
شعري أتفَهُ مكنونٍ يصدُرُ عن نفسي
إني أتبرأ من شعري
إني أتبرأ من نفسي
وقُلتُ بعد ذلك:
سوف أشدو ألحُناً .. للحبِّ دوماً، للفرح
وأفــلُ القـيدَ .. قد أدمى فـؤاداً فانقــرح
سوف أشـدو أغنياتي دون لأيٍ أو ترح
لغصــونٍ وأريــجٍ وابتســــــــامٍ ومرح
وأقولُ اليوم:
يُغرِقُني هَمُّكَ يا وطني .. فتفيض الأوجاعُ سطورا
وإليكَ سأكتُبُ محترقاً .. وإليكَ أُغَرِّدُ شـــــحرورا
رد مع اقتباس