الموضوع: رحيق الأزهار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-09-2011, 03:30 PM
الصورة الرمزية نادية السعدي
نادية السعدي نادية السعدي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: في قلب الوطن
المشاركات: 85

اوسمتي

Smile رحيق الأزهار




عندما التقيت بها في أخر مرة هل تذكر ؟ أهدتك حينها مصحفا ومعطف . وودعتك بحرارة ممزوجة بحزن على فراقك ودعت لك بأن يحفظك الله من كل سوء. حينها أدرت لها ظهرك ،وكان والدك صامت . أطبقت شفتيك على جبينها وتمتمت بكلمات لا أعرف ما هي. وصعدت السيارة، لوحت لهما، وابتسمت هي لك، ودمعة تنزلق نحو خديها ترافقك طوال الطريق.
لون السماء كان أكثر زرقة ، ونسمات الهواء كانت باردة . ارتديت معطفك وشعرت بدفء عجيب وتلمست المصحف ، قبلته بتبتل وأنت تضمه إليك ربما لأنه منها . وشعرت حينها بفراقها وتمنيت أن تحضنها أكثر مما هي احتضنتك وأن تقول لها كلمة أحبكِ لكن في تلك الأثناء لسانك كان جافا بالتعابير والمشاعر وكأنها لا تستحق منك ذلك . وخلال ساعات من السير وصلت إلى بيت الشباب وهناك صادفت مجموعة من الشباب الذي تعرفت عليهم لاحقا وتعرفت على نمط حياتهم.. كان همك الوحيد في تلك الأثناء أن تنهي مذاكرتك في وقت معين ثم تشرع في النوم . لكن منذ أن أتيت إلى بيت الشباب نسيت ما تعودت عليه ، لأنهم لا ينامون باكرا ويسهرون كثيرا أمسيت تسهر لوجود الضوضاء و الأضواء القوية . تضطر إلى وضع نظارتك الواقية وتذهب نحو الشرفة منعزلا تخلعها عند أذا ، وأنت تراقب الليل ونجومه الزاهية أو ذلك القمر الذي يذكرك بوجهها الوضاء ..ثمة نجمة كانت تضيء بقوة ،تذكرتها فهي نجمتك التي تنير لك دروب الحياة .
ذات صباح قررت أن تتصل بها فقد اشتقت إلى صوتها العذب وصوت أبيك.كانت في انتظار مكالمتك لها لذا كادت تطير من الفرح عندما هاتفتها وسمعت صوتك . أطمأنت عليك وعلى سير المذاكرة . أخبرتها أنك تعرفت على شاب عربي من بلد إفريقي يقطن معك في نفس الغرفة اسمه أحمد وهو مثلك يميل الى العزلة نوعا ما ،و يحب الأصدقاء كثيرا لكنه احبك أكثر . هذه المرة أخبرتها ما خالج في صدرك من كلمات ونثرت لها كلماتك كأزهار الربيع مما أثلجت صدرها الرحب، ودعت لك بالتوفيق. أخبرتها أيضا أنها ملهمتك الأولى ولولاها لما تفوقت في دراستك ولما كسبت محبة الآخرين وأنها صندوق أسرارك المتين عندها أخبرتك أنها تحبك أكثر من حياتها وهي مستعدة أن تتقبل منك كل شيء لأنها الرحيق الذي يختزل محبة الأبناء فهي أمك الرؤم .

رد مع اقتباس