الموضوع: ورحل الحلم
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-09-2011, 09:57 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

ثَقِيْلَةً وُأَحْدَاقِ مُتَوَرِّمَةِ وَشَفَاهُ صَامَتْهُ وَحِيْنَ يَاتِيْ الْمَسَاءِ نَطْلُبُ الْنَّوْمِ حَثِيْثا فَيَأْتِيَ بَعْدَ عَنَاءٍ يَصْحَبُهُ ذَلِكَ الْضَّيْفُ الْثَّقِيْلِ , أَحْيَانَا كَثِيْرَةً كُنْتُ أَتَعَمَّدَ الْسَّهَرِ حَتَّىَ لَا أَرَاهُ وَحِيْنَ أَنَامُ أَدْعُوَ رَبِّيَ انْ لَا أَحْلَمَ ,مَسَاءٌ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَقَفْنَا كَدَأُبَّنا أَمَامَ الْسَّرِيْرِ وَلَكِنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ كَانَتْ نَظَرَاتِ الْأَطِبَّاءِ مُخْتَلِفَةٍ وَحَرَّكَتْهُمْ مُرِيْبَهْ , حِيْنَ كُنْتُ أَرْصَدَ حَرَكَاتِ عُيُوْنِهِمْ بَيْنَ الْلَّحْظَةِ وَالْأُخْرَى أَلْمَحُ فِيْهَا بَعْضَ الْشَّفَقَةِ , مَاهِيْ إِلَا دَقَائِقُ حَتَّىَ حَاوَلَ خَالِيِ إِخْرَاجُنَا مِنْ الْغُرْفَةِ فَأَدْرَكْتُ أَنَّ الْأَمْرَ حَادِثٌ لَا مَحَالَةَ فَانْزَوَيْتُ فِيْ رُدَّهَةِ مِنْ أَرْكَانِ الْمُسْتَشْفَىً وَتَبِعْتَنَيْ بَعْضُ نِسَاءِ الْعَائِلَةُ فِيْ قَافِلَةْ مِنَ الْدُّمُوْعِ وَالْنَّشِيْجُ , لَمْ يُمْهِلْنا الْوَقْتِ كَثِيْرا فَقَدْ خَرَجَ ابِيْ يُسْنِدُهُ بَعْضٍ إِخْوَتِيْ وَالْدُّمُوْعُ شَلَالُ يَكْتَسِحُ الْمَشَاعِرِ فَفَهِمَتْ ! وَفَهْمِ مِنْ حَوْلِيْ وَضَجَّتْ الرَّدْهَةِ بِالْعَوِيْلِ وَخَالَتِيْ كَمَنْ لَا يُصَدِّقُ قَالَتْهَا بِصَوْتٍ مَخْنُوْقٍ : مَاتَ !! كُنْتُ أَتَمَنَّىْ لَوْ أَمْتَلِكَ الْقُوَّةِ لَأُهَدّئَ مِنْ رَوْعِهَا وَلَكِنَّنِيْ لَمْ أَفْعَلْ وَلَمْ أَعْرِفِ مَا الَّذِيْ حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ وَكَيْفَ مَرَّتْ بَاقِيْ اللَّحَظَاتِ أَوْ كَيْفَ أَسْتَقْبِلَ الْبَاقُوْنَ الْخَبَرِ كُلُّ مَا أَذْكُرَهُ صَرْخَةٌ مِنْ الْأَعْمَاقِ حَمَلَتْ قَوْلٍ (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ ) لَمْ أَفِقَ بَعْدَهَا إِلَا فِيْ بَيْتِنَا الَّذِيْ تَحَوَّلَ الَىَّ مَأْوَىً لِلْصُّرَاخِ وَالْعَوِيْلِ وَالْدُّمُوْعُ , كَانَتْ الّصَالَةَ بِتَفَاصِيْلِهَا الْصَّغِيْرَةِ تُوْحِيْ بِالْحُزْنِ ,يُغَطِّيْهَا الْسَّوَادِ وَتَجْثُمُ فَوْقَ صَدْرِهَا رَائِحَةُ الْمَوْتِ ,حَتَّىَ التِّلْفَازِ الْتُّحَفُ بِسَجادَةً الصَّلَاةَ فَاعْطَى شُعُورَا انَّهُ لَا مَجَالَ لِلْبَسْمَةِ وَبَيْنَ الْحِينِ وَالْآخَرُ تَسْمَعُ نِسْوَةٌ يَتَحَدَّثْنَ عَنْ الْكَيْفِيَّةِ الَّتِيْ عَلَيْهَا انْ تَقْضِيَ بِهَا عِدَّتُهَا وَكَيْفَ انَّهُ يَجِبُ عَلَيْهَا الْصَّلَاةُ عَلَىَ شَيْءٍ مِنْ ثِيَابِهِ وَأُخْرَىَ تَحْثُهُّا عَلَىَ الْإِلْتِزَامْ بِالْمَلَابِسِ الْسَوْدَاءْ الَّتِيْ تَجُرُّ عَلَىَ الْأَرْضِ , مَجْمُوْعَةٌ مِنْ الطُّقُوسِ الْبَالِيَةِ إِحْتَفَظَتْ بِهَا نِسَاءْ الْقَرْيَةِ عَنْ فَتْرَةِ الْعِدَّةَ كُلُّ هَذَا وَأَنَا أَحْيَا مُتَنْقَّلةِ بَيْنَ صَمْتِيْ وَدُمُوْعِيْ لَا يُخْرِجُنِيْ مِنْهَا إِلَّا تِلَاوَةً لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَوْ تَسَاؤُلَاتٍ أَطْفَالِيَ الَّتِيْ لَا تَنْتَهِيَ عَنْ الْمُوَتْ , فَكُلُّ إِجَابَةٌ كَانَتْ تَجُرُّ وَرَائِهَا بَحْرَا مِنْ أَسْئِلَةِ لَاتَنْتَهِيْ فَإِذَا سَأَلُوْا أَيْنَ الْجَدُّ وَقُلْتُ مَاتَ سَأَلُوْنِيْ مَا الْمَوْتِ وَأَيْنَ يَذْهَبُ الْمَوْتَىَ وَمَتَىْ سَنَمُوتُ , سَيْلٌ مِنْ الْأَسْئِلَةِ لَا يَنْتَهِيَ لَا يُنْقِذُنِي مِنْهُ سِوَىْ أَصْوَاتِ الْنِّسَاءِ الَّلاتِيْ حَضَرْنَ لِأَدَاءِ وَاجِبٌ الْعَزَاءِ وَفِيْ الْعَزَاءِ رَأَيْتُهَا نَعَمْ هِيَ تِلْكَ الْمَرْأَةُ الَّتِيْ فُسِّرَتْ لِيَ الْحُلْمَ لَا أَعْرِفُ مَا الْذَيِ أَصَابَنِيْ 0حِيْنَ رَأَيْتُهَا فَانْزَوَيْتُ بَعِيْدا أَفَكِّرُ فِيْ الْحُلْمِ وَفِيْ الْرَّحِيْلِ وَأَتَسَاءَلُ لِمَاذَا رَحَلَ الْحُلْمُ فَجْأَةً ؟
__________________
رد مع اقتباس