دع عنك أحلاما تموت وتذهبُ
وأطع إلــهًــا من وريدك أقربُ
يدري بخائنة العيون وقصدها
ويراك في ظلمائها تتقلبُ
ماذا دهاك على حقيرٍ ترتمي
عيشا تراقبه المنون وتطلبُ
ما أنت فيها غير عابر قيعة
فيها غراب البين دومًا ينعبُ
لو كانت الدنيا تدوم لأهلها
دامت لمن عرفوا الدواء وطببوا
أين ابن سينا والنفيسُ وغيرُهم
ذهب المُداوي والمُدَاوى المتعبُ
دُكت قبورهمُ وذابت لحظة
ومشى عليها اللاحقون وأُشرِبوا
أفراحها تبدو كبارق خُلبٍ
ما سُرَّ يوما من لظاه المجدِبُ
أيقن توكـــــل إنه منه الرضى
إن الإلــــــــــــه لتائب يتقربُ
ينجيك من حرِّ الجحيم بتوبة
إبليس منها في الحقيقة يعجبُ
هدمت له جهداً تولى أمره
فراه في صدق الإنابةِ يُحجبٌُ
سبحان من غشّى الأنام بتوبة
تمحو ذنوب المذنبين وتذهِبُ
جــلاّك من عدم وكنت حبيسه
شخصاً تميزه الأنام وتُعــرِبُ
ثم اصطفاك على الجميع بنعمة
عقلا تخر له الوحوش وترهبُ
أنت الخليفة فاستقم في أمرها
إن الأمانة في الخلافة مطلبُ
هذا قريضي فاتبع منهاجه
ودعِ الذين من الغرام تعذبوا
وَلهٌَ من الشيطان أضنى حالهم
فتبلدوا وتحــــــــسروا وتصببوا
تخِذوا النواحَ على الحبيب عبادةً
مات الحبيبُ وفي التعلقِِ كُبكِبوا