عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-11-2011, 01:11 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي هي الحياة كذا !!!





( دروب الحياة )

وتسير بنا الخطوات بأقدامها العارية على الأشواك وعلى الصخور ولا ندري ما يدميها وكأننا هياكل فارغة في يد الزمن . هذا الزمن الذي يقطف من أعمارنا أحلاها كالطفل حين يقطف وردة من بستانها ليلقيها أرضاً فتكون مداساً للجميع هو كذلك يصعد بأيامه على حساب أرواحنا وتحاصرنا الأهات والأمراض وتتحرش بنا الذكريات فيطاردنا الألم أنى إتجهنا .


تلك الذكريات التي هي عبارة عن قصاصات إنتهت منذ أمد بعيد وعشناها بألم ونتذكرها بشوق العودة إليها واللهفة والحنين ونثرثر عنها كثيراً ونشربها مع كل نخب أو قالب حلوى مهما تصاعد منها الوجع وكأننا نثرثر عن إنتصاراتنا في الحياة والحقيقة أنها كانت مراتع أحلام سرقتها الأيام منا ، وتسير بنا الحياة على دروبها المجهولة تلك الدروب التي لا نملك فيها النهاية ولا نعرف عنها شيئاً ولكننا نظل سائرين يوماً يطاردنا الشوق ويوماً آخر يغسلنا المطر ويوماً تسقط فيه أوراق يأسنا من على الأكتاف ، ويوماً نثقب الحظ في سبيل التمرد والإنتصار على الذات وفي داخلنا إنتظار غريب لأمل ربما يأتي غداً أو بعد قرون والموت جزء من هذا الغموض.


الموت هو الحقيقة العارية التي نحن ذاهبون إليها دون أن نعلم مكانها أو زمانها حتى نستقر تحت أكوام التراب حينها فقط لا مجال بأن نكتشف مدينة جديدة أو نحلم بهمسات أنثى أو أن تلهب ظهورنا السياط أو أن تثقل كاهلنا الأحلام والذكريات وستتجرد منا كل المساءات الملونة وننذوي تحت التراب هامدين وكأننا لم نأتي يوماً بل ستغلق ملفاتنا في حال رحيلنا الأبدي وتطوى صحائفنا من على الأرض بوجه السرعة وقد نكون ذكرى وقد لا نكون . إ


لا أننا رغم كل هذا لا زلنا نعانق وجه الدنيا نظل على الدرب سائرون بشبق مجنون نبث شكوى هنا ونستريح هناك وينام الفرح في داخلنا هنا ويصحو هناك ، وتعصف بنا الحياة هنا ثم تمطرنا هناك ، ونمارس كل الطقوس ونعانق كل وجوه الفرح والحزن مهما ترسبت على ملامحنا بذور الإعياء إلا أننا نملك الرغبة في مواصلة المشوار ونمارس عشق الغموض الذي ألفناه مع الحياة بشوق ورجاء وبشهوة لا تنذوي وبجنون لا يسبق له مثيل .






جزء من النص مفقود
رد مع اقتباس