الموضوع: لما يا عُمان...؟
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-12-2009, 04:44 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي لما يا عُمان...؟

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما يصاب الإنسان بوعكة العشق للأماكن و يشعر بأنه منفي عن الوطن..حينها يهيم في طرقات ويحاول أن يستنشق القليل من عطر ذاك المكان المخلد في أعماقه هكذا هي حكايتي مع سلطنة عُمان التي أحترق لهفة لشم تربتها و لثم ترابه.. تحكمنا جوازات السفر التي تجهل هويتنا، هويتنا كعاشقين.. متى متى تتاح لنا الفرصة و تلغا الحدود من كل الخرائط. عُمان قصة حلم يجتاحني كل لليلة، فأفيق و الدمع على خدي يسيل و أصرخ مد مد يا واحد يا احد ارني عُمان..لا تستغربوا من عشقي لهذا الوطن، و أمنياتي أن أرتشف من كؤوس الثقافة و القيم.. عُمان لما أناديك و صوت نداءاتي لا تفقهي لما يا عُمان تلك الحدود تعزف على قيثارة الحرمان..؟ لو تعلمي يا عُمان أي حلم اجتاحني ذاك المساء...!
لما يا عُمان...؟

فعندما يبدأ في الليل، مراسيم الاشتياق
يخطفني الحنين إلى أقصى الأمنيات
و أرى، فيما يرى النائم، تأتي سفن العاشقين
ويجيء الماء من كل الجهات.
هادم كل الحدود...
عندها تناديني بساتين عُمان ...
وعلى خديها نثرت عبق الياسمين
وأرخت أهدابها الناعسة على وجدي تلحف مشاعري العطشى للقاء
و وراء كل إيقاع اهتزاز نسائم صلالة تتراقص أغصان الأشجار
و يأتي المد الجزر و الجزر مد على شواطئ مسقط
و تتناثر حبيبات الفضة على شاطئ الجصة وتهزم الرياح أمام الجبال
عندها أرتمي على تلك الرمال مستسلمة لسكون و أجنحة الطيور
وعندما يمتزج الأزرق بالأخضر تبدأ رحلة الانتشاء...
فأرى نفسي أثرثر كالشمس وهي تعانق كل شيء هناك
فأذوب كما تذوب روائح الورد المعلق على الأغصان...
عُمان و جدائلها المعطرة بالريحان وشرائطها البيضاء الملفوفة بالصفاء..
عُمان معشوقة الروح. آه من العشق المتوج بالحرمان
و حدود و جوازات سفر تعرقل الوصول لتلك الأحضان...!
آه ما أبعد المدى، و ما أقصر الحلم المراق
فمتى أفيق و أنا بين تلك السماوات...؟



مودتي
ريحانة
رد مع اقتباس