عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-11-2011, 06:56 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي رؤية في موضوع قصيدة ( يناير الأسود ) للشاعر علي الراسبي



عند الحديث عن موضوع يمثل إشكالية تاريخية وسياسية بأسلوب أدبي من حيث الطرح كموضوع ، يكون الدافع الرئيسي في كثير من الأحيان عنصر العاطفة والميل إلى ما هو حاضر في الذات ، في النفس ، وبالتالي تتشكل الرؤية التي تكون موضوع هذا العمل الأدبي ..
وهنا في قصيدة ( يناير الأسود ) للشاعر علي الراسبي نلاحظ أنه تماهى مع انتصارات بلاده التاريخية وخلق تلك العلاقة التي استجاب لها بكل جوارحه ، علاقة توجد في كل انسان على هذه الأرض ينتصر لأرضه وبلاده ويتفاخر بانجازاتها ..
موضوع زنجبار وأحداث مجزرة زنجبار في يناير 1964م التي كانت محور القصيدة استطاع الشاعر أن يطرحها بأسلوب من خلاله تتبين عظمة تاريخية نزفتها عاطفة جيّاشة وشعور بالاعتزاز لما قدمته بلاده الأم لزنجبار وافتخاره بامتداد حدود بلاده إلى ما خلف المحيط الهندي ، ثم يعزي أمجاد أجداده وما حققوه من انجازات حضارية في زنجبار بعد نكبة يناير ..
دعونا نواجه عدة اشكالات :
- أولا : الأحداث التي وقعت وبتدخل أطراف سياسية فيها هيئتها ظروف تاريخية ونفسية ولا ننسى أن حتى ذلك التاريخ يناير 1964م كان لا يزال حكم زنجبار تحت سيطرة العمانيين . وبالتالي كيف يمكن لنا أن نستوعب ما حدث . والطريقة التي طرحتها القصيدة هنا .
- ثانيا : جيوبوليتيكية ( علم سياسة الأراضي) عمان ما قبل تلك المرحلة والامتداد الحدودي لعمان وسيطرتها على جزء من أراضي شرقي افريقي ، يحتاج منّا إلى دراسة لتأثير السلوك السياسي بداية من السيطرة على شرقي افريقيا ومدى قوة تغييره لحدود الدولة .

إذن الذي أرنا أن نوضحه هو جميل هذا التعاطف من الشاعر مع بلاده ولكنه يجب ألا ينسى أن الناس في تلك البلاد اعتبروا العمانيين مستعمرين لبلادهم ومسيطرين عليها حتى وإن كانت معاملتهم حسنة مع أهالي البلاد ، نحن اعتبرناها نكبة وهي بالفعل نكبة وجزرة كان من الواجب عدم حدوثها كانت من أكبر المجازر التي حدثت في القرن العشرين . وقد استطاع مصور فرنسي أن يرصد أحداث تلك المجزرة البشعة . وفي المقابل هم يعتبرونها ثورة ، هذا هو الإختلاف ، اختلاف في المنظور بينهم وبين الشاعر ، لدرجة يمكن اعتبارها تصفية دينية ، حيث تم القضاء على جميع المسلمين فهرب من هرب وقتل من قتل .
قصيدة يناير الأسود كانت مفاجأة بالنسبة لي ، لأنها طرحت قضية مهمة ولو لا المصور الفرنسي الذي رصدت كاميرته الأحداث بتلك البشاعة لكنّا قرأنها في كتب التاريخ السياسي بشكل مارق .
رد مع اقتباس