هكذا أكتب إليك كلماتي من صحراء قلبي الممتدة مني إليك عابراً بها نحوك متجاوزاً تلك التضاريس المرعبة التي تحول بيننا .. ملفوفة كلماتي بالبكاء والضحك .. بالأمل واليأس .. ببياض النهار وسواد الليل .. بالرعب والأمن .. أكتب إليك بالشعارات الواهية المنبثقة من تحت رمال صحراء هذا القلب وأحلم أن أقيم معك مستوطنة غير شرعية فوق تراب الغد ، ذاك التراب المتنقل بذراته من صحراء إلى أخرى لينام على وجهي .
يا هذا منذ كذا عام كتب الزمن علينا الفراق وصار التشرد موطن لنا والمنافي ملاذنا والليل مسرح نسرد من خلاله حكاياتنا المهتوكة لندرك ما تبقى في حوزتنا من ذكرى ، وأنا وأنت جزء من الخيال ننحدر من آخر ذيل الليل وما تبقى من آخر خرقة لقميص النهار وفي كلانا ذات منفردة ، وكل ذات تنفرد هي الأخرى بإطفاء حرائقها ، تلك الحرائق المشتعلة منذ زمن العطاء مروراً بأيام الجفاف إلى زمن القحط الذي نحيا واقعه .
إذن دعني أمسك بما تبقى لي من أصابع فالألم في رأسي كبير ومن تحت شعر رأسي الملتوي ثمة جرح ينزف .. ذاك الجرح الذي أدمته صخور الزمن يوم أن ارتطمت بها حينما اختل توازني وأنا أقف على أطراف قمة الوقت وأعلنت سقوطي .. أذكر يومها تناثر الغبار على وجهي ووساد التراب كان أسود كلون دمائي النازفة حتى الضفادع التي كانت تنق بجانبي وتنتظر منذ زمن سقوطي لتقتات من جسدي ولت هاربة ، وأنا كما أنا بقيت بنزفي الطويل أنزف ذكريات الأيام بينما بقي الوقت بدورانه المعتاد يلعب بمن حوله بعد أن كنت بسذاجتي أظن بأنني ألعب به.
لحظة من فضلك .. الغبار يملأ فاي دعني أغلق عيني كي ينام غبار الوقت مستريحاً هو الآخر على جسدي الممدد مني إليك .
جزء من النص مفقود .........