عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-12-2011, 12:08 AM
الصورة الرمزية أحمد بن حمد المعمري
أحمد بن حمد المعمري أحمد بن حمد المعمري غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الكامل والوافي
المشاركات: 154
افتراضي ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركهُ

تمر على الإنسان لحظات قد لا يلقي لها بالًا في بعض الأحيان ، ولحظات أخرى يتمنى أن ترجع ويتعايش معها مرة أخرى ،بيد أن هذا بات مستحيلا ، فكل ما انقضى لا يعود . الإنسان عبر وتيرة الحياة نجده على أشكال وألوان ، مرة تجده فرحا مسرورا وكأنه حاز جائزة نوبل فتراه يبتسم لك كالأخ الحنون ، ومرة تجده متعكرًا وكأن أحدا لطمه على وجهه .

في حياتنا أشخاص كثيرون منهم من في قلبه نَبعُ الأخوةِ الصادقةِ ، ومنهم من في قلبه المجاملة لا غير ، لذا نتمنى أن يعاد النظر في معنى الأخوة . نرجع شيئا قليلا إلى قوله تعالى : "إنما المؤمنون إخوة " ، إذن رابطة الأخوة نابعة من الإيمان ، والإيمان في اللغة يدلنا على التصديق التام بالشيء والإخلاص له ، فكيف للواحد منّا أن يفرط بمن يخالل ، دائما علينا أن نسأل أنفسنا : هل نستطيع أن نجعل كل من نحبهم على شاكلة واحدة مع شتى الظروف.

هذا ما يتمناه المرء ولكن لا يدركه بسهولة.

قال الشاعر:
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا *** إنَّ القرين بالمقارن يقتدي


"رُبَّ أخٍ لمْ تلدْهُ أمك
" يا لهذه الحكمة الرائعة ، لو تأملناها من منظور لغوي لوجدنا أن رُبَّ من معانيها التقليل من الشيء ، فقلما تجد صديقا بمثابة الأخ لك ، الذي ليس من أمك ، فهذه صفة نادرة جدا ، ولا يدركها إلا من استشعر معنى الأخوة ، "ولم تلده" من معاني " لم" إفادة النفي في الماضي ولا يفيد زواله أو استمراره في الحاضر والمستقبل.
لو تمنينا أن يكون كل من نتعامل معه كصديق بمثابة الأخ الذي لم تلده الأم لارتاح بالنا ولما صار هناك شكوى من بعدٍ أو جفاءٍ ، ولكن هذا ما لن ندركه قط ّ .
للحديث بقية....
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن حمد المعمري ; 28-12-2011 الساعة 07:27 AM
رد مع اقتباس