يا سيدي .. قبل كذا عام زرعت في صحراء عمري أحلاماً عديدة سقيتها بالتمني ومع كل صباح أتردد لكي أستكشف البذر المنثور لعله ينبت سنابل الفرح لكن الانتظار طال والصحراء بقيت في ذاتي كما هي بور وخراب ، فعاث الغبار والوجع كل الأرض وتحول الحلم إلى كابوس تتمدد عليه الرغبات لتموت تباعاً .
يا سيدي .. لقد سار بنا العمر كثيراً في ردهات الحزن وتوالت خسائرنا وأنا وأنت يغطي الوحل أحلامنا وكلانا يصنع تعاسته من تشدقه بالآخر ، وهنا قل لي : على ماذا أتشدق بك ونحن نقيم كل مساء مشروع فراقنا على أرضية صلبة .. على ماذا أحلم معك وأنت الذي أوصلتني إلى الغربة والحرمان .. على ماذا أرتب خرائطي وأنت مزدحماً بأولئك الذين سبقوني إليك .. أولئك الذين لا أعرف لهم أسماء ولا عناوين ولا أوطان .. لقد تساقطت خرائطي بعد أن أدركت حجم المعاناة وبعد أن أيقنت أنني أسير وحيداً في هذا الطريق .
إذن دعني أتكئ في هذا المساء على جدران أحزاني .. دعني أقتعد وحدي أرصفة الأسى .. دعني ففي ذاتي أشياء كثيرة تكسرت وأشياء أخرى أسمع دوي ارتطامها بين أضلعي وهي تهوى لتغدو شظايا وفتات .. دعني فإن ............ .
جزء من النص مفقود ....