الموضوع: جنازة جسدى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2012, 03:17 PM
الصورة الرمزية محمد عباس على
محمد عباس على محمد عباس على غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الأسكندرية -مصر
المشاركات: 407
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد عباس على
افتراضي جنازة جسدى


جنازة جسدى
قصة قصيرة

عاشر يا ابن أدم مهما تعاشر ..هكذا قلت لنفسى بعد أن قفلت راجعاً من آخر مراسم دفن جثتى ، لم يكن حزناً مابى ، فالأحزان ماعادت تؤثر كالسابق علّى ،لكنها العشرة والمعرفة الطويلة ، وأحداثاً مرت وأحداثاً عاصرناها معاً فى الخيال ، وتمنينا أن لو تحققت ..أشياء كثيرة سرت أفكر فيها ، وأنا عاود التساؤل المرة تلو الأخرى ، عن كيفية الحياة الجديدة التى سأحياها بلا جسد ، وكيف تكون؟ على الأرض أم فى السماء ؟وإن كنت الآن أسير وأتحرك ، وأمضى قاصداً منزلى الكائن هناك على أطراف الصحراء ، حيث أخترت أن أقيم بعيداً عن ضوضاء المدينة ، وقلبها الذى أصبح معتماً ، الروح على ماأعرف لاتسير ، بل تطير أو نحو ذلك ، وهى خفيفة ، أخبرتنا الأخبار عنها أنها لطيفة ، دخلت الجسد غصباً وتغادره غصباً .. لكننى لم يحدث لى أى من هؤلاء ! فأى الأرواح أنا ،شقى أم سعيد ؟.. ارتطمت قدماى بحجر ، تألمت ، زاد عجبى ، هل الأرواح تتألم للمسة حجر ؟ ..أكملت سيرى قاصداً العودة الى البيت ، عازما ً أن أقصص روايتى على زوجتى ، وأسمع منها المفيد ، فهى رغم أنها تعليم متوسط وأنا تعليم فوق العالى بقليل أستمع لرأيها ، وأنفذه فورا ، ليس لخوفى منها ، ولا هو تحيز لها ، ولا قلة شخصية منى فأنا شخصيتى قوية جدا بشهادتها - شهادة زوجتى - ولكنه تعود تعودته منذ سنين ، لأنها على ماخبرت ذات رأى حصيف ، وهى تسمع وتعى وتناقش وتقنع ، وشهادة للحق لابد أن أذكرها هنا هى تمد فى حبال صبرها متى تناقشنا ولاتفرض علىّ رأياً ، بل تعرض ماتراه ، قد يطول وقت العرض قليلاً ، وقد يتكرر مرات ومرات ، لكنه فى نهاية الأمر ليس أكثر من عرض ،من حقى أن أقبله ، ومن حقى أيضا أن أعرض عنه ، لذا أرانى كلما عرض لى عارض أو الّم شىء بى عدت اليها ، تناقشت معها وأعطتنى المفيد .. وهكذا اكملت السير .. رأيت أعرابياً قادماً على البعد ، قلت لن يرانى وهذا شىء طيب ، هؤلاء الناس لم يعد لديهم ماكان لهم طوال دهور طوال ، خاصة أيام الرسالة الأولى ، جاورنى الرجل ، القى بنظراته الوثابة على براح وجهى ، محدقاً فى عينىّ ،
قال
السلام عليك - :
قلت متعجبا - :
أنت ترانى ؟ - :
قال بهدوء واثق -:
نعم - :
قلت
جنازة جسدى - انا عائد لتوى من:
فكيف ترانى ؟
تبسم العجوز عن فم أثرم إبتسامة هى الى البكاء أقرب وقال :- ..يابنى أنت لم تدفن جسدك بل روحك
إهتزت المرئيات أمام عينى ، رأيت وجهه يصير وجوهاً عديدة تحدق بى ، تحاصرنى ، تحصرنى فى زاوية تحت نظراتها ، لا أملك معها الا أن أصلب مقلتى على براح وجهه ، منتظرا المزيد ..قال
- ماآراه الأن أمامى جسد بلا روح - :
تذكرت الحجر ..وسيرى على قدمّى وتساؤلى ..و..قلت لنفسى لن أصدق ماقال الا حينما أعود الى البيت ، أناقش الأمر مع زوجتى ، واستوثق منها
__________________
محمد عباس على
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
عضو رابطة الأدب الإسلامى
عضو نادى القصة بمصر
my blog : mabassaly.blogspot.com
mohamedabassaly.blogspot.com
رد مع اقتباس