عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-03-2012, 01:11 PM
الصورة الرمزية صمت الهنائي
صمت الهنائي صمت الهنائي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 951

اوسمتي

افتراضي

نسمات الجو باردة تعلن عن قدوم الشتاء ...
حبات البرد بدأت في التساقط أحمرت وجنتيها وشعرها الأسود الطويل المتدلي على كتفيها مغطى بالثلج ...
ملابسها بالية مهتكة ممزقة ومخيطة لأكثر من مرة....
لا تزال في الثامنة من عمرها طفلة متوردة الخدين تعيش في كوخ صغير في سفح الجبل برفقة والدها ....
ها هو الشتاء أقبل بقسوته أكثر من المرات السابقة يعلن عن هبوب عاصفة ثلجية قد تهدم ذاك الكوخ الصغير...
هرولت طفلتنا متسارعة الخطوات الى والدها ...

أبي أنه الشتاء قادم والبرد سيكون شديد هذه السنة أنظر الى ملابسي قديمة وبالية أريد ثياب من الصوف أدفئ بها نفسي ..."

أخفى دمعة كادت أن تسقط على وجنتيه ثم نظر اليها متبسم
"لا عليك طفلتي غدا سأنزل الى السوق وأشتري لك كل ما تحتاجينه .."

أنه الألم الذي كان يخفيه عن أبنته ألما لا يريدها ان تشعر به
أخفى جرحا بداخله بدأ يأكله شيئا فشيئا وليس بيده شيئا يفعله حيال هذا الأمر...
أنه المساء والبرد يقرع الأبواب يحضرهم من قسوته
الرياح تحمل في جوفها غضبا لم تحمل مثله من قبل ...
طفلة الثامنة شعرت بالخوف فأسرعت الى سريرها المغطى بقطعة قماش بالية تحاول النوم ولكن لا جدوى البرد كان أقوى منها
صراخ يرتفع يهدد المكان ما الذي يحدث أسرعت لترى أقتربت بخطوات ثابته تسترق السمع ...
[color="darkred"]
أنت لم تدفع الأجرة منذ شهرين وتتوسلني بالبقاء في البيت وفوق هذا كله أتيت تطلب مبلغا من المال لتشتري ملابس من الصوف لأبنتك ..."[/color]
"أرجوك يا سيدي أنه الشتاء أين تريد بي أن أذهب لو كنت وحدي لتحملت ولكن ماذا أفعل بطفلتي لن تتحمل قسوة البرد..."
"
هذا الامر لا يعنيني أبحث لك عن بيت آخر أو عد للعمل فأنت منذ شهرين لم تعمل بحجة قدمك المصابة ..."

أنتهى الحوار بالألم الذي خيم عليه ولكنه كان دائما يحاول أن يخفي عن أبنته حقيقة الموضوع فكر في الأمر مليا ماذا سيفعل...
هناك جزء من الحوار ناقص بل أنه صدمة لطفلتنا ذات الشعر الأسود المتدلي ...

"ألا يكفي بأنك تربيها معك منذ كانت في الشهر من عمرها وهي ليست بطفلتك "

هذا هو الجزء الناقص من الحوار ليست طفلته ...
غادر ذاك اليل بقسوته بعد ما فتح صفحات كان قد أغلقها عن طفلة الثامنة ...
أقبلت اليه تسير وربت بيدها الصغيرة على كتفه ثم نظرت اليه متبسمة
فأقبل يقبلها ثم ودعها أراد أن يبحث عن ما يسد به جوعها وعن ما يغطي بها جسدها من ذاك البرد القارس...
راقبته حتى ابتعد ثم أخذت غطاء تلفه برأسها كي لا يؤذي الثلج شعرها الأسود ...
ذهبت اليه الى صاحب البيت أرادت مساعدة والدها ...
فعرضت له أمرا ...

سأعمل هنا نيابة عن أبي في مزرعتك سأفعل كل ما تطلبه مني فقط دعنا نبقى في البيت حتى ينجلي الشتاء ...

أستغل ضعفها واوفق على ما طلبتها
أثقلها بالعمل أثقل كاهلها الصغير وأن اخطأت يضربها بقسوة الشتاء
أنتهى الشتاء وذهبت أيامه وبقي للأمل قصة لم تكتمل تورمت يداها وأحمر خديها وأهتك شعرها الاسود ...
تحملت برد الشتاء من أجل والدها الذي هو ليس بالأصل والدها..
ظلت تخفي عنه حقيقة أنها تعرف كل شيء تركتها في قلبها مثل ما يفعل هو...
غادر الشتاء وغادرت هي مع والدها الى عالم مجهول تقوده بخطى ثابته نحو طريق لا تعرف اين هي نهايته ....
__________________



يحدثوني عن الأمل وما أدركوا
"بأني على وشك الرحيل طريقي"

التعديل الأخير تم بواسطة صمت الهنائي ; 06-03-2012 الساعة 01:39 PM
رد مع اقتباس