الموضوع: قلوب من حجر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2012, 08:54 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي قلوب من حجر

تمتمت أم سعود... دعائها الصباحي... وهي تستذكر ماتبقى في ذاكرتها... من كلمات.. لم تمحها السنين في طريقها الى شعرها الأشيب... توكأت على عصاها... وهي تترك السرير.. وبدأت رفيقتها العصى تعزف سمفونيتها على أرضية الغرفة .. تتلتقي عيناها.. بعيني صورة معلقة على الحائط .. تنظر فيهما بعمق كما تفعل كل يوم.. تتنهد قائلة : آه يا أبو سعود لو تعلم كم هي قاسية الحياة بعدك.. تذرف دمعة حارقة وما أقسى دموع تأتي في خريف العمر ... فلاتجد يد تمتد لتمسحها.. تسمع طرقا خفيفا على الباب .. ادخل ياولدي الباب مفتوح
يقترب منها سعود .. يقبل رأسها( مع أنها في داخلها متعجبة من هذه القبلات التي نست لونها منذ كان سعود في العاشرة من عمره.... لاتعلم مالذي حول طفلها الوديع الطيب .. الى كتلة القسوة هذه الواقفة أمامها الآن..) تمنت في داخلها أن يكون الله قد هدى سعود أخيرا وعاد اليها ابنا بارا حنونا
سعود: أمي سامحيني .. أنا أخطأت في حقك أرجوكِ سامحيني
تمسح أم سعود على رأسه
يردف قائلا : امي حتى أعوض عليكِ سآخذك اليوم معي في رحلة أنا وأنتِ وزوجتي وإبننا سامي
لاعليك ياولدي اذهبا انت وزوجتك واستمتعا بوقتكما انا لاحاجة لي بالرحلات في هذا العمر
لا ياأمي لابد أن تذهبي معنا قالها وهو يناولها لحافها الأسود الذي اعتادت أن تتلفح به وهي خارجة.. حين رأت إصراره العجيب انصاعت للأمر.. مع ان قلبها غير مرتاح لهذا التغير المفاجئ ........ سارت السيارة طويلا خارج حدود الولاية كما بدا لأم سعود وكان سعود.. يحدثها أثناء الرحلة كما لم يحدثها من قبل يلاطفها ويحنو عليها.. فأخذت حمامات الحب ترفرف حول قلبها الذي احتضر الحب على رفاته منذ زمن.. تنزهوا .. وتنقلوا كطيور مغادرة فترة من الزمن ثم توقفوا عند أحد المنتزهات... بالمدينة تناولوا طعامهم.. قام سعود قبل أن ينهي طعامه.. الى أين ياولدي؟؟ سأذهب لإحضار بعض العصائر من محل قريب من هنا!! لحقت به الزوجة تحمل ابنها ... سأتمشى معه خالتي!!أم أنك تخافين الجلوس وحدك
قالتها وهي تتصنع البراءة والطيبة
لا ياابنتي اذهبي سأنتظركم
بعد ثلاثة أمتار توقف.. نظر الى الخلف.. بدأت جيوش الشيطان تنهزم أمام نبض يجري في معتقل الضمير.. لكن مالبث الشيطان بجانبه أن نغزه بيده.. هيا دعنا نذهب.. حياتنا ستكون أجمل بدون سمفونية عصاها الصباحية... راقبتهم العجوز كثيرا حتى اختفت ملامحهم الى أبعد مما ترى عيناها الطيبتان
تردد عليها عامل المنتزه كثيرا.... أين ولدك؟؟

ذهب ليشتري مشروبات سيعود..
وطال الإنتظار...
سأبلغ الشرطة قالها الرجل وهو يتلوى حسرة على مرآها وحيدة... ضائعة .... في عمر
جف فيه العطاء.... فلم يجد نهر الحب
__________________
رد مع اقتباس