[رحيق الكلمات]

..... يجلس وحيدا في زاوية البيت .... ينظر للتلفاز فيبتسم للرسوم المتحركة تتراقص أمامه
لايدرك بعد ... أن العالم أقسى مما يراه من حركات توم وجيري ... انه سعيد ابن الرابعة ... توفت والدته في لحظة ولادته... انه القدر حياة تنتهي وفجر آخر يتشبث بألواح الحياه ... نهض سعيد متجها للمطبخ ... أمسك بثوب غاليه تمتم بضع كلمات ولكنها نهرته قائلة : فيما بعد ... خرج من عندها لايفهم لماذا ؟؟ لا تحبه ماما ؟ لماذا أم صديقي خالد تحبه كثيرا ؟؟ تقبله ... نعم تقبله !!! لا أتذكر أن ماما قبلتني ؟؟ مرت الهواجس برأسه الصغير ... أعتصرت براءته قبل أن يدرك معنى الحياة بعد ... خرج للخارج .. تكوم على نفسه ... شعر بالبرد فضم أطرافه معاً وكأنه يستجدي الحياة دفئا وحنانا وما أقسى برد الصحراء لمن لادفء لهم ... عاد الأب مساء.... سأل عن سعيد ؟ أجابته بإقتضاب أكيد نائم بسريره ؟؟ لم يكلف نفسه تعب .شيء آخر أكبر من السؤال وهذا كان شأنه منذ أن تزوج غاليه منذ سنتين !!! أكمل عشاءه ودلفا لغرفتهما معا ..... وفي آخر الليل تسلل زائر الى نوم أبو سعيد زائر أقلق منامه ؟؟ أفاق من نومه على صوتها نعم صوتها ... صوت أم سعيد كانت تنهره بشدة : قائلة لقد ضيعت الأمانة ضيعتها ياأبا سعيد ؟؟؟؟ ركض كالمجنون الى غرفة الصغير ؟؟ كان السرير فارغا وباردا ؟؟؟ صرخ بزوجته أين سعيد ؟؟ هرول يركض من مكان الى آخر وهي تتبعه .... أخيرا وجده هناك في آخر زاوية الحوش وحيدا .. باردا غادر الحياة التي لم تتسع لقلبه الصغير ..... انكب عليه يبكي دموعا لاتنتهي وهو يصرخ لقد ضيعتها يا أم سعيد ضيعتها.............................