الموضوع: ودي أموت اليوم
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-05-2012, 12:08 AM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

الصورة-أختي البديعة الكريمة همس...- التي ينسِجُها مجموعُ أولئكَ الذين استبقوا في نثار قرائحهم فكرة التخيل حول المآل الذي سيكون عليه الحالُ إزاءنا-في الناس الذين يُحيطون بنا- بعدما يُمضي القضاءُ فينا بسلطان الموت...قلتُ هذه الصورة في مجموعها وُجِدتْ قبلاً وستبقى هاجساً لا شعوريا،لطالما التفتتْ إليه أقلامٌ وأقلامٌ،يتحركُ في العقل الباطن،ثم ما يلبَثُ يدخلُ منطقة الوعي والشعور ليظهرَ في عمل ( دراماتيكيٍّ ) على شكل قصةٍ..أو قصيدةٍ..أو خاطرةٍ..أوحتى قصيدة أو أرجوزة...

ومنْ منا لم يقرأ أو يسمع عن رحلةِ صاحب اللزوميات؛ رهين المحبسيْن أبي العلاء المعري في ملحمته الماورائية الموسومة بـ ( رسالة الغفران )،والتي نسجَ على منوالها الأديب الإيطالي دانتي ( الكوميديا الإلهية )..؟؟!!!

إن رحلة أبا العلاء..بقدر ماهي تحفةٌ أدبيةٌ فنية،عانقَ بها الواقعُ الخيالَ وارتقى الممكنُ والمستحيلُ في ارتدادٍ واطـِّـرادٍ بقدْر ماهي-في الحقيقةِ-تعبيرٌ غائرٌ،يضطرم باللهفةِ والتشنج،ويتوقُ أن يرى مآلَ الأفراد-بشخوصهم وشخصياتهم-بعد أن ينفصمَ الروح عن الجسد...!!!

أتصور في تقديري-سيدتي الكريمة-أن هذه القصيدة هي في الأصل ترجيعٌ لذاكَ الهاتنِ المستكِنِّ في غوْر كلٍّ منا،ويُلِحُّ علينا-في قرارةِ عقولنا الباطنة-وبسائقٍ من جبلـَّتِنا الفطرية أنْ : ياليْتَ لنا أن نعرفَ ردة فعل أولئكَ الذين بَكوْا-أو تباكَوْا-لموتِنا حينا من الدهر،حتى إذا نفضوا أياديهم من تسجيتِنا بدأتْ حقائقُ وحقائقُ تتجلى في مشاعرهم الحقيقية نحونا..!!

ثم ماذا لو سنحتْ سانحة ٌمن القدر-على إيماننا العَقـَـدي باستحالةِ ذلكَ-فأعادَ الحياة القهقرَى لرفاتِنا فاستوينا أحياءَ من جديد..؟؟!!!

ترى..أية صورة ستتوَرثُ-بموتِنا-عند هؤلاء الرواد الذين نزعَتْ عنهم وفاتـُنا ورقة التوت التي كانتْ تداري بقايا من مشاعرهم المغشوشة حيالـَنا..؟؟!!

أم ربما-هكذا أتصور-سنقفُ مليًّا أمام حقيقتهم الحقيقية،بحيث لا تكادُ ألسننا الخرساء يعقدها الذهول وتطويها الدهشة حتى تنبِسَ شفاهنا بقول القائل :

ياااااااااهْ....!!!

سبَكناهُ ونحسَــبُه لجيْناً ** فأبدَى الكِيرُ عن خَبَثِ الحديـــدِ..!!!!!!!

بوركتِ-أختي البديعة-على هذه القطعة المنقولة التي تحمل لنا في فحواها الكثير الكثير من المعاني الشرودة والعِظاتِ البليغة حول طبائع الناس..وأخلاقهم...وأزمة الوفاء الغائرة في عِلاقاتهم..وبوركتِ على فراسة القراءة الحصيفة التي توغلتِ بها داخل نسيجها المعنوي ذاك...

أشرُفُ بالقراءة لما تجودُ به كنانتـُكِ العامرة..ودمتِ مبدعة ًكريمة....

التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 07-05-2012 الساعة 12:13 AM
رد مع اقتباس