[فيصل مفتاح الحداد]

قال تعالى : ( وكل شيء عنده بمقدار ) ماذا كان يحصل لو لم يجعل الله تعالى كل شيء بمقدار ؟
إن عصارات الأجسام تختل في كميات إفرازاتها ، مما يترتب عليه أمراض خطيرة في البدن ، وتختل الأحجام فلا تفرق بين صغير وكبير ، تختل المسافات فلا تعرف الأطوال ، تختل الموازين فلا تعرف الثقيل من الخفيف ، تختل المكاييل والمقاييس ، والنسب بين الأشياء ، سواء في الطبيعة أم في رسوم المهندسين والصناع ، وتختل الأرقام والقياسات ، وتختلط المقاييس العقلية والروحية والرياضية ، ورواتب الناس ،وقيم المبيعات والمشتريات ، فلا تفرق بين غالٍ ورخيص ، ومقاييس الجودة من عدمها ، وجميع المنتجات التي تعتمد على زيادة المقادير أو نقصانها ،وتختلط مقادير طهي الطعام ، ونسب ملوحته ، أو حلاوته ، أو حموضته ، وتضيع نسب الرطوبة والصلابة والاهتزاز ، والقلة والكثرة ،ومقادير القدم والحداثة ، والضعف والقوة ، والجمال والقبح ، ونسب الألوان ...إلخ مما لا يقع عند حصر ، فسبحان من جعل كل شيء بمقدار .