.../...
...( مشوار التحدي )-سيدي البديع محمد عباس علي-هي شكلٌ مُطـًّرِدٌ من أشكال الرحيل المعنوي السريع إلى حيث خط التماس بين جفنةِ الماوراء وقشرةِ الواقع...بين ما يُمليه العقلُ الواعي من فرضيةِ الممكن و ما يَدفَعُ به العقلُ الباطنُ إلى استهجان الحقيقية الموجودة بكل تناقضاتِها وإشكالاتها وتداعياتها على الفكر والإنسان...
الصورة ليستْ واضحة ًتماماً ولكنها موجودة..!! وهذا في حد ذاته ملمَحٌ من ملامح النكهة الأدبية والإبداعية في ( فلاشات ) القصة القصيرة...
رتمٌ من الإيقاع السريع الذي يتسم بالتراصف والتدفق..وهو وإن بَدَا أشبَهَ بومضةِ برق خاطفٍ،يختزلُ المسافة القصيرة بين ( رؤيته على السقف حين هروب العين إلى أعلى... ) وبين ( ...تلك الحروف الرجراجة الزئبقية التي راحتْ تتزاحم في فوضاها،تجمعُ-إلى جانب تدفقها-إيعازاً للتعب أن يغازلَ الراحة والاسترخاء دون مقاومةٍ في النهاية...!!! )...
وبينَ البيْنَيْن كانتِ الومضة القصصية الخاطفة تصنعُ في حسنا امتداداً مَّا،ينبه أفكارَنا ومشاعرَنا أن تحسِنَ الالتفات..وتحسنَ فنَّ ( الرفض و...والتحدي )..!!!
ومضة البرق دائماً خاطفة..وعابرة...وسريعة...
ولكنْ..مَنْ ذا الذي يَجرؤُ،فيُنكِرُ أن مَدَى الإضاءة الساطعة والإشعاع الباهر الذي يحتوي شحنتـَها المتوهجة-لحطة الانقداح-يَعْدِلُ الملايين الملايين من وهج مصابيح الإنارة المتناثرة على امتداد الأديم..؟؟!!!!
في تقديري-سيدي الكريم-ومضتـُكَ العابرة هذه هي تلك الخطفة البرَقية اللامعة التي تختزن في ثناياها أوداقاً وأوداقاً...!!!
وقد اكتحلتْ عينايَ بما انقدحَ فيها من وميض..!!!
فبوركتَ..وبوركَ قلمُكَ المِعطاء...ودمتَ مشفوعاً بالنجوَى والدعوات...
|