[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة




لا تخافي
لا تخافي يا سيدتي ، ما أنا إلا مجرد وهم تسوقه في فضاءات التيه رياح المواسم العجاف ، لن أمطر هنا أبدا ، و ما ترك الجفاء ما أمطر ه هناك ...أنا يا سيدتي ، مجرد نبع حبر لحلم من سراب ، ترسمه سماء الجذب على أفق الظنون الواهيات ...أنا مجرد أمل شيدته السذاجة و سكن قصوره دهر الخراب ، و تعانقت فيها جثة الوعود و أشباح الذكريات ...أنا مجرد صدى كلمات يتردد في عمق زمن تحاصره الغابرات ... أنا يا سيدتي ، مجرد أنين لمواجع ولواعج ظل ذات ، جردتها سطوة امرأة من حب الحياة ...أنظري ، هذه شطحات حروفي تنصب على قارعة كل وصل خيبة ، و ترفع في كل منعطف إشارة لتنبيه الساذجين مثلي و الساذجات ، تجر أعباء قضاء الكثير من الحائرين و الحائرات ...انظري إلى معصمي ، لا يزال يدمي ، و أقدامي تفطرت ، و حمل سائقي للدهر على عاتقي حمق مسيرة آمنت أن الحب عطاء حد الفناء ، لصنع مأوى يستقر فيه الحنين ، ويطيب فيه الأنس ، و تسعد فيه الحياة .... لا تخافي يا سيدتي ، ما أنا إلا عابر سبيل أقف هنيهة هنا على أعتاب طيبتك ، و أرحل مع طلوع الفجر من عالمك و دنياك ، لأنني عصارة إعصارات مؤلمة و أنت أرق من نسمة لا طاقة لك بعواصف تنهداتي ، و لا بحر احتراق دمعي في محارب التأوهات ...
إني راحل يا سيدتي إلى حيث يباع الحظ بأبخس ثمن ، أبيعه و أشتري قلما و حبرا لأكتب على جدارية زمن اليأس انتحار معاني الحب و الوفاء و الإخلاص .في أسواق نخاسة المشاعر و في قلوب الغاويات
.......أستأذنك ....
مختار سعيدي