[سعاد زايدي]

الإهداء: إلى كل دمعة سقطت اعتصارا بالتأثر لأجل الوطن

وإلى كل عين حالمة بغد أفضل لهذه الأمة.


ما سر الختم الأخير؟

وطعم الحرية بنفس القلم

ورائحتها نافذة السقف

في الألم

ما سر دعاء الأم وقت السحر؟

والمسافر مباغت للزمن

إشارات التذكر خافتة اللون

ودعاء الأم لا ينم

ما سر الحب المزهر في العدم؟

وأعمدة اليقين بعد قرطباء تنقسم

حبك......

حبك يا زهرة المدائن

في الوطن الشرقي

لوحة جاثية

وعند الكبار أمنية تلتحم

سماؤك صنوبرية في الصبر والرحيل

سماؤك أحجية الوادي المبتدئ

في المجيء أغنية، أنشودة للوجع

وطني ساقية الحب الدفين

وطني زنزانة الشوق المعتدي

على الصمت المنكسر

في لافتات الطفل الحزين

وطني فكرة حلم تكبر في الأصيل

وطني لغز الحيارى في لباب المستحيل

وطني زرقة البحر المشرقة عند التهليل

والأم لم تدع دعاءها

بل لقحته بالتجليل

وشاهد وطني يهوى التأجيل

وشهيد وطني يلم أطرافه المحرقة

وينثر روحه للتضليل

فيه تعلمت أن أكبر

والجرح المتوضأ بدم القتيل

فيه تعلمت حكايا الكبار والصغار

وثورة القنديل

فيه تعلمت السهر الطويل

والأحلام موقدة

والأجنحة منكسرة

ودعاء الأم في تسبيحه

يلاحق آيات التنزيل

دموع الأم تأبى أن تستقيل

ما سرك؟

ما سر الختم الأخير؟

وقعه دعوة للبوح

شمسه، عاصفة

نسمة الماء المتجلي بعد الغروب

وفي الوجه لمحة للهروب

من المسألة

والمسألة ذاتها المسألة

قصة المأتمة

حكاية جيل

بدايتها ملحمة

في ربوع الوطن نزيف

في ربوع الوطن خريف

في ربوع الوطن تشكيك وتحريف

تصديق وتزيف

دمعة الخوف صاعدة

دعوة الحب ساجدة

والكلمة واعدة

لا تحتمل الإنتظار

لا تحتمل الإنصهار

لا تحتمل الفرار

رحمة الإستقرار

هييء فجرك في لقاء اللقاء

صباحه تسامح في الضياء

وإرتقي بضحاك إلى المساء

رفعة الأتقياء

كلنا نخطئ

والإعتراف من تسبيح الأنبياء

كلنا نخطئ

والرجوع سمة الحكماء

سلام، سلام

من جبال أباة

سلام، سلام

والأحرف نجاة

سلام للطفل الرضيع

سلام للأرملة

سلام للثكلى

للشيخ الكبير

سلام للأرض المعطرة

بدم الشهيد المطهرة

وروحه المبحرة

تعلو سماء الجزائر

المزهرة