سَيِدَةُ الْوِشَاحَ ..
".. جَارِدِينَيَا الْحُب وَالْيَاسَمِيَن.."
.. .. .. .. ..
.. فِي عَالمْ تَتوَقَف كُل عَقَارِب الَّسَاعَة عِنَد جُسُورِه ..
.. وَتفَقِد كُل تَقاوِيمْ الَّسَنوَات تَوَارِيخَها لِجمَالِ خَبايَاه ..
.. تُوَلدَ سَيدَةُ الْوِشَاح
..
هِي كَالنَسِيم إِذَا مَا أَقَبل زَائِراً
فَتَنثُرَ فِي الْقَلبِ .. جَمَال الأَنَجُمِي
..
هِي كَالضِيَاءِ إِذَا مَا لاحَ مُبَشِراً
لِتَكَسَوَا الَّسَماءَ
.. بِلوَن الْبَلسَمِي
..
الَّنَاسُ تَحكِي .. دَلالهَا ..حِين يَغشَاها الْبَريَق ..
والْكُل يَهذِي
.. جَمالهَا .. كَم سَابِحٍ .. أَمَس غَرِيَق ..
حَطَمَت كُل الْجُسُوَر
.. سَهّرَت كُل الْحُضُوَر ..
مَن يَا تُرى كَان لهَا
..!!
أَشرَق الَّنَور سَناءَ
.. مِن فَتَاةٍ سَاهِيه ..
وَالْكلُ مَالَ لِنظَرةٍ
.. عِندَما لاحَت هِي
تَعزُف أَلحَان الْخَيَال .. فَيشَدُوا الَّربِيَعُ لِصَوتِها ..
وَتُراقِصُ أَنَغامْ الْحَمَامْ
..فَلا غَدَت .. فَتاةٌ بَعَدهَا ..
فَمْن يَا تُرى كَان لهَا ..!!
تَكسُوا المْكَان بِرقةٍ
.. فَيَعُوَد حُلَماً مِثَلهَا ..
وَتُحِيي الْبَائِسِينَ صَبِيةً
.. إِذَا مَا تَبّسمَ ثَغَرُهَا ..
سَهوَاً سَقَط وِشَاحُهَا
.. فَتدَارَكَها الْحَاسِدِيَن ..
حَتى تَكّشَف عِطُرُهَا .. فَسَرا عَلى الأَرَض الْوَنِيَن..
وَحَكى هُنَاكَ بِسِرهَا
..عَن أُنَثى الْيَاسَمِيَن ..
طَارَت فَراشَاتُ القَمرَ تَهذِي بِمَا كَان خَفَا ..
عَن وَجَدهَا
.. عَن شَوَقِها .. عَن حُلمْ غَفَى ..
عَن دَمَع
.. أَفَاق الْعَاشِقِيَن ..
فَأَدمَن الْلَيلُ الَّسُكُوَن
.. وَكسَى الْوَرَدَ الَّشُجُوَن ..
وَبَقَت عَلى الأَرَض الَّضُنُوَن .. تَشَحدُ أَحَقادَ الَّسُنُوَن ..
وَتَبُثُ رَجَفَ الْخَائِفِيَن
..
نَاحَ الْحَمَامُ جَمالهَا ..فَانَتَحَر
وَكَسَى الأَرَضَ بُكَائَها
..حَدّ الَّسَهَر
وَرَوَت الَّسَماءُ صَلاتَها ..دُوَن ضَجَر
حَتَى تَلاشَى اسمُهَا .. !!
فَمَا كَان حَقاً ذَنَبُها
..!!
أَن أَدَمَنَت حُبّ الَّسَماءَ
..؟!
أَن سَامَرَت نُوَر الَّضِياءَ ..؟!
أَن شَابَهةَ جَارِدِيَنيَا الْحُب وَالْيَاسِمَين
..؟!
وَقَطَفَت مِن سَوَسَن الْوَادِي حُلمَ الْسِنِين ..
فَالكُل هَامَ بهِا مَسَروَرا ..
وَالْغَدرُ .. صَفَق لهَا شَاهِدَاً مَغرُوَرا ..
وَتكاثَرت كُل الَّذِئَاب لِترَتَقِب
..
أَن يَسَقُط الْحَمَلُ الْوَدِيَع وَيَرتَغِب ..!!
.. الْكُل هَلّلا تَعَجُباً
..
الْكُل صَرَخَ بِرَاغِبَا ..
لمَا رَأَهَا ..!! سَقَطَت ..!!
سَقَطَت
.. سَيِدةُ الْوِشَاح ..
فَأَيَقَضَت كُلّ الْجِراحَ ..
وَالْكُل رَدّدَ شِعرُهَا .. حِيَن أَرَدَاهُ الَّنُوَاح
..
حِيَن قَالتَ:
".. مَتَى أَصَبحَت الْعَذَارَى دَماً يُبَاحَ .
."
".. مَتَى أَصَبحَت الْعَذَارَى دَماً يُبَاحَ .
."
".. مَتَى أَصَبحَت الْعَذَارَى دَماً يُبَاحَ .
."
سَأَرَفَعُ الَّصَلاه إِلَيكِي سَيِدَةُ الْوِشَاحَ ..
وَإِلى كُل فَتَاة يُفَتَك عَرَضُهَا .. وَيُدَنَسُ شَرَفُهَا ..
وَلا مِن حَسِيَبٍ أَو رَقِيَبٍ .. وَلا ضَمِيَرٍ يَسَتَفِيَق ..!!
فَمَا كَان ذَنَبُها .. إِلا أَن كَانَت فَتَاة ..
"..
جَارِدِينَيَا الْحُب وَالْيَاسَمِيَن.."