عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2012, 02:17 PM
سعيد اليعربي سعيد اليعربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 314

اوسمتي

افتراضي الشُّرفة الشماء

قد مرَّ عامٌ ووجهي للأسى قُبلُ
وأعينُ الليلِ كُحلَ السُّهد تكتحلُ

أرنو إلى شُرفةٍ كانتْ تعاجلني
منها ابتسامةُ ثغرٍ كلُّها أملُ

الطهرُ منها نبيٌّ ظل منشغلاً
بدعوةِ الحبِّ حتى كادَ يكتهلُ

وما أبرئ نفسي كنتُ منشغلاً
بوشوشات هواها حين أنشغلُ

فمرَّ عام ولم تفتحْ فوا عجبا
وهذه نافذاتُ الحيِّ تبتهلُ

"مرَّ الذي كان يرمي حين يبصرنا
بعض الورود فتُرمى فوقه القبلُ

فما له لم تعدْ للوردِ منزلةٌ
في راحتيه أضاقت بالفتى السبلُ

ما عاد يحملُ ورداً مثلَ عادته
ما عاد ينشدُ شعراً ذلك الرجلُ"

قالت تعالين-إحداهن- نسأله
ما بال مقلته بالدمع تنهملُ

فأقبلت مثل بدر في خَفارتِهِ
بعضُ النجوم وقالت والهوى ثملُ

يا بائع الورد لا تنفك تحملهُ
بإيِّ شيءٍ سواه اليومَ تشتغلُ

أين القصائدُ تُشجينا بها طرباً
أين الحروفُ التي سالتْ لها المقل

فقلت نافذة في الحيِّ موصدةٌ
ما بالُ أصحابها أم إنهم رحلوا

وجهتُ وجهي حزنا نحو شُرفتها
وفي فؤادي نار الشوق تعتملُ

قالت ولم تتمالكْ ردَّ عبرتِها
إني وأهليَ تلك الدار قد نزلوا

ثمَّ انتقلنا إلى أخرى بناحيةٍ
في الحي نقطنُ لا ينتابك الوجلُ

أكنتَ؟ ...قلت اصمتي أرجوكِ فاتنتي
في الدارِ كنتِ وكان الطهرُ ينسدلُ

في الدار كنت مثالاً للنقاءِ فما
أغراك بالوردِ كم بالوردِ من قُتلوا

في الدار كنتِ مثالاً للجمال فهلْ
أغراك بالشعرِ وصفُ القدِّ والغزلُ

عودي إلى الشرفة الشماءِ والتحفي
ثوب العفاف ولا يغررك ما نقلوا

فالشاعرُ الحرُّ حرٌّ في مشاعرهِ
جماله بجلال الحب يكتملُ
ِ
رد مع اقتباس