عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-08-2012, 10:14 AM
سعاد زايدي سعاد زايدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 685

اوسمتي

افتراضي


هذا القرآن أخرج أمة تلفح وجوهها الشمس من أرض جافة صلدا تهتم إلا برعي الغنم والبحث عن الماء في تجارة تكاد أن تكون إلى أمة قلدها منبر التاريخ وأعطاها مفاتيح الدنيا والآخرة وأركبها صهوة المجد والتقدم فأحدث فيها حضارة إسلامية لا يغيب صيتها عن الغرب قبل العرب مهما فعلت بنا السنون ومهما أخذ منا التأخر نصيبه وما كان إلا لأننا باعدنا بيننا وبين ومن كان سبب مجدنا.

ما من أمور يا يزيد أدركها العقل في القرآن الكريم إلا وأذابها القلب في الروح، فأصبحت هي المعتقد ولا يجوز لأي كان الخوض في نقيضها لأنها آيات محكمات، فصلت قال تعالى : "كِتَابٌ أحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُّمَ فُصِلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمْ خَبِيرْ" هود:01 وقال: "وإنَهُ لَتَنْزِيلٌ رَبٌ العَالَمِينْ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينْ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِيِنْ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِيِنٍ" الشعراء 192-195

"بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِيِنٍ" هنا تكمن معجزة القرآن الكريم في الفصاحة،

فلا يتحقق الإعجاز إلا إذا وجد التحدي والرد على هذا التحدي مع تهيئة الأسباب من ذلك وقد كان العرب ذاك الوقت أهل فصاحة ولسان فقد كانوا في أوج مجدهم اللغوي لا يتحدثون إلا شعرا ورمزا لغة ومع هذا لم يستطيعوا إتيان بمثله ما إن سمعوا الآيات إلا وبهتوا ما هي بالشعر ولا هي بالسحر والسر في قوله تعالى "وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيُّ يُوحَى" النجم:3-4 فعجز العرب عن معارضة القرآن حيث قال أحسن من قائل: "قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإنِسُ والجِنٌّ عَلَى أَنْ يَأْتوُا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنْ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلُو كَانَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرٍا" الإسراء:88

وبما أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والرسل جاء للناس كافة لم يدعم ربنا سبحانه وتعالى رسالته بالمعجزات المادية أو المرئية كما طلبوا منه لأنها لو كانت ولم يؤمنوا لكان العقاب شديد ولربما تمسح هذه الأمة عن كاملها ولم يعد لها أثر مثلما حدث مع قوم عاد وثمود وقوم صالح............ألخ، فالقرآن جاء رحمة للعالمين.

وتبقى معجزات القران الكريم من أسرار الكون وأسرار العلم وأسرار الخلق تكشف حد الساعة في العلم الحديث والتي أشار إليها القرآن من قبل.

هذا ليس إعجازا للناس أجمعين فقط بل لشموليته وصلاحه لكل زمان ومكان.

فلا ينقطع أريجه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

والله المستعـــــــــــــــــــــــــان

تقبل الله صيام وقيام الجميع.
رد مع اقتباس