[يزيد فاضلي]

..حينَ يلونُ الأصيلُ المسائيُّ قلبَ امرأةٍ-مبدعتي الكريمة قوافي-بلظاءات التسني..ولهفة الترقب..وأمانيِّ الانتظار..وجذواتِ الاحتراق..فإن كَوْناً من أفلاكٍ ونجمَاتٍ سيُصاغُ أذنا تستمعُ وخافقاً أحمَرَ يُزْرَعُ هناكَ غيْمة ًدامعة ًفي الشفاه الظامئة،لا تفترُّ-وهي تناجي-إلا عن حُمرةٍ نازفةٍ،لا تستطيعُ معها كبْتَ الأنين،فلم تكنْ من مندوحةٍ عن آهاتِها إلا أن تمتزجَ الأحرُفُ والكلماتُ بنداءٍ يشبه الاستجداء..وبجؤارٍ يُشبهُ الدعاء،عسى أن تنكسرَ جفوةُ البِعادِ تحت لظى الشوق،فتقرَّ العيْنُ السهيدة وتسكن المهجة اللاهبة إلى أفياءِ الأمل ورفائف المَساءاتْ..

أوَاهُ سيدتي البديعة...ما أقساهُ انتظاراً..(( فكمْ تدمينا أصابعُ الغيابْ ))..؟؟!!

وكم هو مؤلمٌ دائماً أن نتنفسَ من خُصاصِ المساءاتِ نيراناً من ألسنةِ الشوق،لا ترتدُّ في بهيم الليالي التي تعقبها إلا رعشة ًتحاكي في عتمةِ الغيابِ احتضارَ حبيبٍ..

( هذا المساءُ )-مبدعتي الكريمة-شهْقة امرأةٍ،تقفُ خلف أستار نافذتها،كأميرةٍ قوقازيةٍ،راحتْ باقة الورد التي في قبضتِها تسيحُ في ردَهاتِ المَهَبٍّ لتتورَّدَ في الحَشا توْقاً..واحتياجاً..وحنيناً...

( هذا المساء ) شهقة امرأةٍ،تحوَّلَ الشوقُ في حِسِّها إلى اعتلاءٍ للقمر..وتنغيمٍ للسمَر..وهدهداتٍ في السَّحَــر..

لقد بكى الحرفُ بين أنامِلكِ الرضبَى-سيدتي البديعة قوافي-وليسَ أجملُ في مساءٍ أرجوانيٍّ لاهبٍ بالشوق والاشتياق أن يبكي حَرفُ عربيٌّ رقيقٌ بدموع امرأةٍ..فإن نزاراً لم يُخطئ الوصفَ أبداً حين شَدا مرة ً :

إني أحِــــــــبُّـكِ عنـدمـا تَـبْكِينَا ** وأحــــبُّ وَجْهَكِ غائمًا وحزينَا..!!
تلكَ الدموعُ الهامياتُ أُحِــبُّــهَا ** وأحِبُّ خَلْفَ سُقُوطِهَا تِشْرِينَا..!!
بعضُ النِّسَـاءِ وُجُـوهُهُنَّ جميلةٌ ** ويَصِرْنَ أجملَ عنـدما يَبْكِينَا..!!!

( هذا المساء )-أختي البديعة-تحفة أخرى من جعبةِ التحف الجميلة التي تنضافُ إلى كشكولِكِ البديع الذي راحَ يلتمُّ في باقةٍ بديعةٍ،ممكنٌ أن تكونَ نواةً لديوانٍ عذبٍ ولِمَ لاَ...

تحياتي الدائمة-سيدتي البديعة-إلى قلمِكِ الذي أراه ينتبذُ الحرفَ الرائق كما ابتهالات الصباح..وكما ندَى الأفلاق...