[يزيد فاضلي]

أخالُني-والإحساسُ ما كان ليَخذلني أبداً-أن هاتناً رخيماً،مثقلاً بأحمالٍ وأحمالٍ، تتنفسُ به هاتيكِ الحروفُ الدامعاتُ..هاتناً أعرفه جيداً كما أعرفُ ارتساماتِ ريشتي،وما كنتُ لأذهلَ عن بكائه وأنـَّاته في صَدايَ رغمَ سَحاباتِ التنائي وضباباتِ الزمن..!!

أعرفُ هذا الحُداءَ الذي انبرَحَ-على حد تهدجاتِه الجريحة-في حصارٍ كسيرٍ،تصكَّتْ فيه سنبلة القمح الحزينة بجؤار حباتِها الصغيرات وتضرَّسَتْ...!!

نعَمْ..وهل يكونُ للأمل معنى إن لم يكنْ خارجَ حدود المَدى..؟؟!!

القصة القديمة الجديدة..أو الجديدة القديمة..أو التي تم فيها احتراقُ الجوْفِ المُعنـى،فما عادَ صهيدُ الألهوب يكويه لأن سفوحَ المستحيل راحتْ تدفنُ مواجعَ الأمس فلم يبقَ إلا جُرْمُ الألم المقترَف يقتاتُ ويقتاتُ...

سيدتي الكريمة..البديعة..البديعة دائما...الفاضلة دائماً...الأصيلة دائماً عِطــر..من زفةِ الحرفِ النازفِ الذي وشـَّى أمــلاً في مقاطعي بمِدْيَاتِ النشيج..!!!

من سطوة سطور دخانه الذي أعرفُ جيداً عتمَتـَهُ هناك..!!

من حشرجةِ ترابهِ الذي يَسِفُّ الحروفَ بقرْح الأنين..ويغرزُ نقاطهَا أظافرَ حمراءَ،توسعُ الجرحَ وتكتبُ بالكَوَى هَوْلَ الاجتياح...!!!

أرحبُ بكِ في مقاطعي والمنتدى..أرحب بالحرف الأثيل الذي طوى المسافات،فانتبذَها-رغم جراحه-شُعَباً مرجانية ً،ترتدُّ لبريقها هنا وهاد السلطنة الحبيبة في مسقط..وصَــلالة..وبلاد الجمال ومأوى الأقمار الدامعة..!!

..آملُ أن تطيبي بيننا..فإن للنرجس غاياتِ التشظي هذا العام ورغبة في بكاءٍ باسم..!!

مرورُكِ-سيدتي الكريمة-أروَى في فاصلتي المنقوطة شيئًا من هجوع وتسني...

مرحباً...