أخي يزيد اشعر بكل كلمة قلتها وكل حرف جاد به قلمك وأصدقك اخي بالفعل أصدقك
لأنني مثلك لا زلت أحن إلى بيتنا القديم وحينا القديم ومدرستي القديمة هناك على ساحل البحر
ولا زال صوت الموج يضج في أذني ورائحة الهواء المشبع بالملح تملاء صدري
ولازال الدكان القديم حيث كنت أشتري الحلوى يؤثر بي أكثر مما تؤثر بي أفخر مولات العالم
ولا زالت تلك الشوارع الضيقة التي لطالما تراكضنا في ساحاتها أنا وصديقاتي عالقة بذاكرتي
والسدرة العتيقة -هكذا حال بيوت الحجاز قديما أن يكون في كل بيت سدرة - نلك السدرة حيث كنت العب
أنا وأخوتي في نظري أغلى وأعز من كل حدائق الدنيا
وجيراننا البسطاء الطيبين على مختلف مستواياتهم كم أحن إليهم يا يزيد كم أحن إلى أن استمع إلى
زغرودة جارتنا عندما أمر ببيتها قادمة من المدرسة وبيدي نتيجتي فتعرف أمي أنني نجحت قبل أن
أدخل عليها المنزل
كم أحن إلى أولئك الجيران الرائعين وتلك القلوب الطيبة وتلك الذكريات يا يزيد
نعم يا يزيد كبرنا وحققنا الكثير مما حلمنا به لكن يظل القلب معلق بتلك الأماكن وأهلها الطيبين
أخي الفاضل شكرا من أعماقي على حديثك هذا
الحنين دفعني لكتابة هذا الموضوع وقد كنت على مايبدوا بحاجة لأن استمع إلى حديثك أخي ربما لأنني
وجدت فيه المواساة
ممتنة لك من الأعماق