[فاطمة الكعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختار السلامي

بعثرة وشاعرية القصيدة

يعود عامل الربط في النص الى حقيقة عدم التقيد بصلب الفكرة والاحساس بالتشتت في اعتقادي هي الحقيقة الاخرى لجمال النص
والتوازن المعقول في عمق التصوير،وعملية الخروج بنص يتحدث عن زاوية ضيقة تحاول الشاعرة من خلالها ايصال المضمون دون اللجوء الى ترابط ربما واقول ربما سوف يذهب بها الى السرد الغير
ملزم وبعثرة لا تكاد تغفر وهنا ما يسمى بــ (شاعرية القصيدة) ان صح التعبير.

غربة سنيــــن وبعثـرة وقت وأحزان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دارت رحاهـــا تطحن الضـيق فيني

ضميت (قطرة) وسيّل الدمـع طوفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شبعت جـــــــوع وهز غصنـي أنيني

مشيت والخطـــوة بهـا وقفت أزمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفت بس المشي أحـــــــرق سنيني


يتضح لي من القراءة الاولى للنص بأن الشاعرة اتجهت الى عامل الزمن بقوة وهو في اعتقادي مؤشر الخوف والقلق والترقب من القادم
وفي المقابل هناك ما يجعل القارئ للنص بتمعن يتوقف حول نتيجة ما تعانيه الشاعرة من سيئات الحياة وهنا ما كنت اقصده من ربط وشتات بذات الوقت وهو أسلوب ارتاح له كثيراً ولكم ما أعنيه

غربة سنين وبعثرة وقت واحزان

الغربة البعثرة والاحزان/السنين الوقت وهي عامل الزمن القصود

دارت رحاها تطحن الضيق فيني

لماذا أتت الشاعرة بفردة (الضيق) في عجز البيت ووجود هذه المفردة يجعلنا نشعر بعدم الترابط في مضمون الفكرة أي لماذا لم تقل تطحن (الحب) او (العيد) فيني لتكون الفكرة أكثر جاذبية وجمال لان الضيق
في اعتقادي ينصب في خانة الاحزان والغربة والى ما ذلك.
ولكن العكس هو الصحيح هناك من الربط والدقة والذكاء ما جعل الشاعرة الرائعة فاطمة الكعبي من خلق هذا الكم من الروح في هذا النص الذي امهلني الكثير من الزمن لــ أستعيد به الواقع المكروه
(تطحن الضيق فيني) لان الضيق نتيجة كل حزن وغربة والرحى هنا لم تقتل ولن تقتل وانما أكتفت بأن تطحن الضيق الذي كان في يوم من الايام كتلة واحدة والخلاص منه في تلك اللحظة مواتيه ولكن....




فاطمة الكعبي


سأكتفي بهذا القدر


هذا النص يحمل الكثير والكثير رغم انه ولد في لحظة سريعة جداً



أنتي رائعة

يا إلهي..

مختار..كم غصت في عمق النص أنت !!
فـ النص...نعم اعتمد على حركة (الزمن)، ليكون الزمن بمتناقضاته وضديته هوالباعث لهذا النص والمحرك لثيمته الأساس.
//

دائماً لا أحب أن أضع تفسيراً لقصائدي، لأن القصيدة بعد أن يحللها كاتبها تموت بعد لحظة تحليله لها، فكأنه لم يترك مجالاً للقارئ كي يستقرئ النص بطريقته ويأول ما به.
ولذلك فأنا لا أؤيد أن يقوم الشاعر بشرح قصيدته حتى يشعر بعذوبة الانطبعات وردود الفعل من المتلقي أو القارئ.
ولكم أسعدني انطباعك عن النص ورؤيتك له أخي مختار.
//

فشكراً باتساع الأرض
ودمت بود يا شاعر السماوات