عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-11-2012, 02:33 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ،،

~أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ~

بلى يا رب،،
بلى يا رب،،
هي،،
مواقف تتكرر معي،،
أكرهها من أعماق قلبي،،
سبحان الله،،
حوارات تتكرر،،
خائف يبكي،،
من كيد فلان،،
ومن ضر فلان،،
ومن فعل فلان،،
الواحد منهم قد أقض مضجعه خوفه من كيد فلان،،
والآخر يقضي أيامه متوجساً من لقاء فلان،،
سبحان الله،،
((وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ))
الله المستعان،،
أغاب عنهم نداء النبي صلى الله عليه وسلم،،
يا غلام،،
إني أعلمك كلمات،،

لم يقل أعلمك صياغة الخطب،،
لم يقل أعلمك صياغة الحروز،،
قال كلمات فقط كلمات،،

احفظ الله يحفظك،،
احفظ الله تجده اتجاهك،،
إذا سألت فاسأل الله،،
وإذا استعنت فاستعن بالله،،


سبحان الله،،
لم يأمره بالذهاب لا إلى مشارق الأرض ولا إلى مغاربها،،
أمره بعمل،،
يكون بين المرء وقلبه،،
لا يطلع عليه أحد،،
ولا يشاركه فيه أحد،،
أمره بزرع بذرة الإيمان بالله عزوجل في قلبه،،
أمره أن يروي قلبه بالتوحيد والاخلاص لله وحده،،
يوحد الله عزوجل فلا يسأل أحداً سواه،،
مؤمنا بقول الله عزوجل:
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))
واثقاً بعطاء ربه مصداقاً لقول رسوله الكريم الذي أرسله رحمة للعالمين،،
ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله تعالى،،
يسأله إلا أعطاه إياها،،
إما أن يجعلها له في الدنيا،،
وإما أن يدخرها له في الآخرة،،
ما لم يعجل،،
قالوا وما عجلته؟؟
قال يقول دعوت الله عز وجل فلا أراه يستجاب لي!!


يوحد الله عزوجل فلا يتعلق قلبه بغيره ولا يرجو أحداً سواه ولا يخاف بأس أي أحدٍ كان،،
محققا في ذاته حال أولئك المؤمنين:
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
فماذا حصل لهم؟؟
((فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ))

نعم إن الله لذو فضل عظيم وهذا الفضل لا يناله أي حد إنما هم الصفوة ولا أحد سواهم،،
قال الله عزوجل مخاطبا عدو أصفياء الله:
((هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ))

وما حال أولئك الذين حرموا أنفسهم من فضل الله عزوجل:
((ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ))

هم يعيشون في خوف وجزع،،
قلوبهم حائرة الهواجس والمخاوف تتساقط عليهم من كل حدب وصوب،،
((يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ))

فكيف رضي هذا الذي امتلئ قلبه بالخوف والتوجس ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً أن يتصف بصفة أولياء الشيطان،،

نعم ربنا قال،،
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ))

إلا أن هذا الخوف لا يحتل قلب المؤمن،،

فلسان حاله دائماً وأبداً يقول كما قال رسول الله لصاحبه،،
((لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا))

فماذا نتج بعد التحصن بذاك الحصن الحصين،،
قال طبيب القلوب،،
((فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ))

معادلة واضحة صريحة،،
قد حفرت في قلب كل عبد موحد لله عزوجل،،
((أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))

ولماذا تطمئن القلوب؟؟
لأنه حقق ما حققه إمام الحنفاء،،
وأب الأنبياء إبراهيم عليه السلام،،
((إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ))
ماذا قال؟؟
قال له،،
((أَسْلِمْ))
فما كان له إلا أن يقول،،
((أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))

فصار شعاره في حياته وبعد مماته،،
((إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))

فأكرمه الله عزوجل فقال:
((وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ))

لماذا يعد سفيها؟؟

لأنه ترك كل خير،،

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدُّنيَا مَلعُونَةٌ،،
مَلعُونٌ مَا فِيهَا،،
إِلَّا ذِكرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ،،


وقال الله عزوجل:
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ))
وماذا بعد؟؟
((وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ))
وماذا بعد؟؟
((وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا))

فكيف لمسلم يشهد بالوحدانية أن يخاف بعد ذلك؟؟

__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس