عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 24-11-2012, 11:35 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...ما زالَ الخِــلاَفُ في الرأي-سيدي الكريم الحبيب أبو محيد-على ما هوَ حَمَّالُ أوْجُهٍ داخلَ فحوَى نصوصنا الشرعية-قرآناً وسنة ً-إلى يوم الناس هذا..وسيظلُّ قائماً إلى أن يَرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليْها،وعبثاً يُحاولُ المحاولونَ جمْعَ الأمةِ على الفروع والمُختلف فيه وعلى تلك النصوص الظنية الدِّلاَلة...

إن هذا الاختلافَ في الفروع مقصودٌ به السَّعَة والتيسير عن رحمَةٍ وفضلٍ،وما دامتِ الأمة تتفقُ على قطعياتِ الدِّلاَلةِ في النصوص وعلى الثوابت التي لا تحتمل المشتَبَهاتِ-كالعقائدِ الثابتة في أصول ديننا-فلنْ يُضيرُها أبداً هذا التنوع المذهبي الذي ورثناه-نحن أهل السنة والجماعة-عن سَلفِنا كابراً عن كابر...

هبْ أنني مالكيٌّ-كما هو الشأن هنا في بلاد المغرب الإسلامي-أو أنكَ شافعيٌّ-كما هو الحال عند معظم أحبتنا في أرض الكنانة وما حولها-أو أنك حنبلي أو حنفيٌّ-كما هو الشأن في بلاد الرافدين وغوطة الشام وبلاد الإسلام هناكَ في أطراف شرق آسيا-أيكونُ مجردَ أنني أدينُ لله في كثير من العبادات والمعاملاتِ وبعض الشعائر وِفقَ فهم مالكٍ-وصاحبه أبي حنيفة النعمان-أووفق فهم تلميذه الشافعي أو وفق فهم تلميذه أحمد أو وفق فهم عبد الله بن إباض رحمهم الله جميعاً ورضي عنهم-وهؤلاء قد تلقفتهم الأمة بالرضى والقبول منذ المائة الثانية إلى الآن-أيكونُ مجردَ انقيادي لأحدهم في ما اختلفَ فيه بعض الصحابة أنفسهم مدعاةً لإثارةِ القلائل والتعصب للرأي والسعي إلى تمزيق وحدة الصف في هذه الأمة المسكينة التي ما تمكنَ منها أعداؤها واستباحوا بيضتـَها إلا يومَ أن بدأتْ تتآكلُ داخليًّا بهذا الاختلاف المذموم الذي دفعتِ الأمة ودفعنا من ورائها الثمنَ غاليا مذ استفحلَ الأمرُ،فتحولَ الخلافُ إلى اختلاف،وتحولَ الاختلافُ إلى شقاقٍ وتفرُّقٍ وانفراطٍ...!!!

وما زلنا-مذ مأساة مقتل الخليفة الراشد ذي النوريْن عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يوم الناس هذا-نتجرعُ تبِعاتِ ذلكَ الزلزال الذي هَدَّ الأمة باسم التعصب للرأي والاستبداد فيه..

وما زالتْ صرخة عمرو بن الحمق-عليه اللعنة-وهو يُثخِنُ طعناً في جسدِ عثمان،يطعنه خمسَ طعناتٍ،ويقول : أما ثلاثةٌ فلله وأما اثنتيْنِ فلما في صدري،وأما واحدة فلعامة المسلمين...!!!

مازالتْ هزاتـُها الارتدادية تتغشى الأفكارَ والعقولَ إلى الآن...!!!

ولو صدَقَ لقال : كل الطعناتِ الخمسة فللنفس الأمارةِ وللشيطان فقط،إذ ليسَ لله نصيبٌ أبداً في هذه الجريمة النكراء المأساة...!!!

فانظرْ هداكَ اللهُ كيفَ تطورَ الخلافُ إلى هذه المآسي التي مزقتِ الأمة وتركتْ جراحاتٍ غائرةٍ لمَّا تندملْ لحد الآن...!!!

إن أخطرَ ورقةٍ تلاعبَ بها المتربصون من أعداء الأمة منذ قرونٍ كانتْ ورقة التأجيج للخلاف المذهبي باسم الحق وحيازة الحق..!!!

وأعداؤنا يُدركون تماماً-عن تجربةٍ وفطنةٍ-أنها الورقة الأسهل للتفتين والأسرع لالتهاب الوحدة والتهامها...!!!

فيا أحبتنا-في بلاد السلطنة الحبيبة-اللهَ اللهَ في وحدتكم..اللهَ اللهَ في الالتفافِ حول قيادتكم الرشيدة الحكيمة،فإنكم كنتم ولازلتم مظهراً رائقاً بديعاً حانيا رؤوفاً رؤوماً للتنوع المذهبي الذي يَسَعُ الجميعَ ويستوعبُ في باحتهِ كلَّ الرؤى والآراء والاجتهادات...

حمى الله تعالى أرضَ عُمان الحبيبة..وحمَى شعَبَها المسلم الطيب الكريم من لأواءِ الفتن ما ظهرَ منها وما بطنَ...واللهُ من وراء القصد وهو يَهدي السبيل....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!