عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 01-02-2010, 08:40 AM
مهتدي مصطفى غالب مهتدي مصطفى غالب غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: سورية - سلمية
المشاركات: 12
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الكمالي مشاهدة المشاركة
أخي مهتدي

إن كان من شيطانٍ في هذا الموضوع
فهو ردي وأنا أعتذر عنه

وإن أردت أن أمسحه فأنا مستعد

أستسمحك ،
شكرا لك أخي يوسف
لا شيطان و لا غيره ...
الحوار الذي كان دائراً بيننا هو حوار أخذ الكثير الكثير من الكتابات بدءاً من بدء القراءة النقدية الجادة للغة العربية ... فهناك مفاهيم متعددة و متغيرة للشعر ... بين مفهوم العروضيين العرب و مفهوم النقاد العروضيين و مفهوم الشعراء النظامين للشعر ... و بين الشعراء الحقيقين الذين خلدهم تاريخ اللغة العربية الذين كانوا يكتبون كي يعبروا عنهم و عن الحياة بكل تفاصيلها و مكوناتها .... و بقي هذا الحوار يأخذ أشكالاً متعددة إلى أن تبلور بشكله المنطقي و الفكري في أوائل القرن الماضي ... حيث تحول إلى صراع فكري مهم و مفيد أوجد دراسات في الشعر العربي تتراوح بين من يحمل الفكر العروضي فقط الذي يرى الشعر ( وزناً و قافية فقط لا غير ) و هؤلاء هم من أغرقوا في التقليدية و كانوا مع النظم و ليس مع الشعر .... وبين من يرى الشعر (نصاً مفتوحا يكتب كما يشاء الشاعر بدون أية ضوابط حتى اللغوية) و بين هذين الطرفين ظهر النقاد المنطقيون و الشعراء الحقيقيون ليقولوا كلمتهم ... و وضعوا مفهوم الشعر في إطاره الحقيقي الذي بشر به شعراء العربية ... و هذا المفهوم يؤكد التوافق الهرموني بين مفهومي ( اللفظ : الشكل) و ( المعنى: المضمون ) كما عبر عنه ابن قتيبة بكل دقة ...فالشكل ( اللفظ) : يتضمن الأدوات الفنية لصياغة الشعر أما ( المضمون : المعنى ) فيتضمن الفكر و الرؤية و القضية التي يعالجها هذا الشعر .... فالشكل يؤطره المضمون المطروح فيه ... إضافة لتطور المفاهيم هذا تطور شكل القصيدة العربية ... ليصبح وفق نمطين أساسيين ألا و هما : النمط الأول : قصيدة الوزن : و تحتوي تحت أجنحتها انماطاً شكلية مختلفة من قصيدة البحر و الموشح و أنماط كثية جداً إلى أن وصلت إلى قصيدة التفعيلة التي هي نمط وزني و ظهرت بأنماط متعددة ...
و النمط الثاني : قصيدة النثر : التي أخذت مشروعيتها الشعرية و الفكرية و النقدية من عراقتها في التراث العربي ( كتابات البلاغة العربية ، و المتصوفة ...و حتى بعض الشعراء ) و نوافذها المفتوة على الشعر العالمي بدءاّ من شاعرها الأول (الأمريكي وولت ويتمن في ديوان أوراق العشب) إلى الشاعر الفرنسي ( رامبو في : فصل في الجحيم ) و بدأت تطورها في العربية على يد شعراء أبدعوا فيها مثل ( محمد الماغوط - سليمان عواد - أنسي الحاج - محمد الأسعد ...... و غيرهم كثر ... حتى أن بعض شعراء قصيدة النثر كان لهم تجارب و احترام لهذا النمط كالشاعرين نزار قباني و محمود درويش و غيرهم ) طبعا عند دراسة قصيدة الوزن علينا أن ندرس الشعراء الحقيقيين الذين كتبوها ...لأن هناك ملايين من المتطفلين على هذا النمط من الشعر العربي ... و كذلك قصيدة النثر أيضاً علينا أن نقرأها من خلال روادها و ليس الكتبة الذين يسيؤون للكتابة بحد ذاتها و ليس للشعر ...
أما حول مفهوم الغموض و الإبهام و الرمز .. أعتقد أن الموضوع هنا مختلف و لا يرتبط بنمط القصيدة الشكلي .... ففي النمطين معاً هناك من يكتب بابها و غموض ... أما الرمز فكل نص شعري يخلو من الرمز هو غير شعري لأن الرمز هو أساس بنية الإستعارة و الإيحاء هو لغة الشعر الأولى و الأخيرة ... و الإيحاء هو الإيقاع كما يعرفه دارسو الشعر : فالإيحاء : هو الأثر الذي يوقعه الشعر في مخيلة المتلقي ..فلا إيحاء دون رمز ... و هذا ما عبر عنه كل شعراء العربية على مدار تاريخها و تاريخهم ...
شكرا لك صديقي يوسف ... الحوار مفيد حين يكون هادئاً .... و أنا استعملت نفس لكنتك الحوارية و بنفس الصيغة التي كتبت بها ردك ... رددت ... فالأمر ليس شخصياً فيما بيننا .. أنت قرأت النص كما رايت و انا قرأت ردك كما رأيت ... و لا أقبل أن يصيب الردود أي شيء فأنا أكتب لأدافع عن حرية الإنسان و اهم ما في حرية الإنسان هي حرية التعبير و الرأي ... و شخصياً لست (مزعوجاً) منك فرأيك غايته مهمة لكن وسيلته كانت مستفزة .... فرددت أنا بنفس الوسيلة و لغاية مفيدة أيضاً
لك محبتي و مودتي و تقديري ... و سأعود للإجابة عما ورد في ردك الثاني قريباً
و تفاعل أكثر
رد مع اقتباس