إحدى معاني البهتان
في أحد الأزمنة البعيدة كانت توجد بلدة جميلة في مكان بعيد وبين جبال عالية وعرة يصعب الوصول إليها
أو مغادرتها يعيش أهل هذه البلدة في أمن ورخاء كانت مزدهرة بكل ماتعنيه الكلمة
رغم بعدها عن الحضارة فنعمة الامن تكفي لأن تزدهر البلدان
عندما تكون آمنا هذا يعني
ليس هناك من يسرقك
وليس هناك من ينهب ممتلكاتك
لدرجة لم يكن لبيوت هذه البلاد أبواب
السبب في نعمة الأمن ليس أهل البلدة إنما كرامة على شكل سلسلة تتدلى من سقف القصر
الذي يسكنه الحاكم لهذه البلاد
السلسلة هذه ما أن يتقدم أحد ما بشكوى للحاكم من مظلمة وقعت عليه من أحد حتى
يتوجه الحاكم إلى الغرفة ويأمر المتهم بإمساك السلسلة فإذا ألتوت على يده ولم تتركه
عرف الحاكم أنه مجرم وجاني لذلك يتوجب عقابه ...
وهكذا كان الجميع يعلم بأمر السلسلة ولم يقدموا على أي عمل إجرامي
لكن ذات يوم من الأيام جاء رجل يشكوا شريكه في العمل للحاكم بأنه أبخسه حقه
ولكن الشريك قال بأنه أدى إليه حقه كاملا
هنا وكالمعتاد ذهب الحاكم بهما الى السلسلة
أمسك الشاكي بالسلسلة ولم يحدث شئ
وجاء دور المتهم وكانت بيده عصا وقد أسماها مالك
وخلال ذلك قال لشريكه أقبض مالك ...
قاصدا أمسك عصاتي حتى أنتهي من الأختبار
وأمسك بالسلسلة ولم يحدث شئ
أحتار الحالكم ومن حوله
ولم تنزل السلسلة منذ ذلك اليوم ....
كان الشريك قد أعد خطة وهي وضع الدراهم في تجويف العصأ
وعندنا قال أقبض مالك ... كان العدل وهو أرجاع الحق قد وقع لذلك لم تمسكه السلسلة
وشيئا فشيئا عم الجور والبهتان أرجاء البلدة الأمنة وفاح الفساد وأكل القوي مال الضعيف
وأغتالوا الحاكم الذي كان معتمدا على عدل السلسلة
وأصبحت البلاد مرتعا للمجرمين لأن الطيبون غادروها ولم يرجعوا
(القصة نقلا من التراث العماني المتفرد)
|