عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-12-2012, 09:36 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

وردة الحياة:

هل تعرف من تكون؟؟
قال الله عزوجل:
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))

يقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في دار كرامته مع النبيبن والشهداء والصالحين:
اعلم بأن الله جل وعلا،،
لم يخلق الخلق سدا وهملا،،

بل خلق الخلق ليعبدوه،،
وبالإلوهية يفردوه،،

وقال الله عزوجل:
((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً))
إن أجمل ما في هذه الحياة أن نعلم أن الله عزوجل قد خلق هذا الكون بكل ما فيه من معالم لنستخلفه فيه ولنسخره في طاعته وذلل كل ما فيه لننتفع به، وما هذه الثورات العلمية والصناعية إلا بسبب ذلك التسخير وتوفيق الله لنا لتحقيق حقيقة الإستخلاف،،
أيها الأحبة ما أجمل أن نستيقظ في الصباح ونلهج بذكر الله عزوجل فنقول أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمدلله أن الملك لله الغني الكريم الرزاق الوهاب، الحمدلله أننا إذا أردنا شيئا لم نحتج إلا لتحريك ألسنتنا وطلب ما نشاء من الله الواحد الأحد، ما أرحمك بنا يا الله فقط نرغب فنطلب يالله يالله يالله،،
يا الله قد علمتنا أن من أسمائك الحسنى القيوم والصمد فيا الله ما أعظمها من أسماء ويا لحسن حظنا أنك أنت ربنا فأنت تقوم على حوائج الخلائق وأنت الذي تصمد له جميع الخلائق لقضاء حوائجها،،
فلك الحمد يا رباه على كل النعم التي أنعمتها علينا ويا لبشارة من وجدك فإنه لن يفقد شيئا ويا لخيبة من فقدك فإنه لن يجد شيئا،،
فيا من وفقت لتكون خليفة من خلفاء الله في أرضه هيا بنا نسعى لتحقيق الإستخلاف وهيا لنحدد الوجهة التي نريد أن نتوجهها هيا بنا ولنبدأ بإعداد أولوياتك ولنجعل على أول قائمتك الإخلاص لله عزوجل فبدون الإخلاص لا فائدة من كل الأعمال التي نعملها، ولنجعل قدوتنا في ذلك أشرف خلق الله عزوجل حيث قال الله عزوجل على لسانه: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))،،

حدد أولوياتك واجعل النظام يسود حياتك:
إن المتأمل في هذه الحياة وهذا الكون الشاسع مع تباين مكوناته وإختلاف طبائع مخلوقاته يتعجب من ذلك النظام الدقيق وتلك المرونة المترابطة بين هذه الموجودات فتلك الشمس تدور في فلكها ولا تفتر عنه حتى بقدر أنمله وذلك القمر حتى مع مرور السنين والأعوام عليه ما زال يسير في مداره لم يفتر عنه لحظة وذلك المخلوق العجيب الذي إحتارت العقول في خلقته وما زال العلماء يوما بعد يوم يكتشفون أسرارا عظيمة في تركيبته نجد فيه إبداعا دقيقا منظما لا مجال للخطأ والزلل فيه، فيتيقن أن الحياة بما فيها لا تسير إلا إذا سارت على نظام ونسق مدروس ومخطط له تخطيطا سابقا،،

بل إن المتعمق في حكمة البارىء وتشريعه الذي أنزله على عباده يرى العجب العجاب في ذلك التشريع الذي يسري بسلاسة ومرونة عجيبة تتوافق مع فطرة المخلوق البشري لأبعد الحدود فتلك الصلاة قال عنها المولى عزوجل:
((إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا))
وذاك شهر الصيام الذي قال المولى عنه:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ))
ويقول عن الصيام والتمتع فيه بالملذات حيث ينظم سير يوم العبد بنظام أقل ما يقال عنه أنه أروع من الرائع:
((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ))
وتلك عبادة الحج يقول المولى عنها:
((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ))
نعم الحج أشهر معلومات فتهيوا له وسيروا حسب التشريع الباهر الذي يوفق بين رغباتكم الروحانية والجسدية،،
وغيرها كثير من الآيات تتحدث عن النظام والسير حسب تشريع رائع يقود المخلوق البشري لأعلى مراتب الرقي الفطري والإيماني،،
ومن تشريع الحكيم العزيز نتعلم أنه لابد لنا في هذه الحياة عندما نقضي أيامنا أن نخطط ونسير حسب خطط مدروسة سابقا فلا معنى لتضييع ثانية واحد في ((اللاشيء))،،
إن المولى سبحانه جعل لنا هدفا ونتيجة لابد أن نصل إليها في النهاية وجعل لنا خطة تشريعية نسير عليها حتى نبلغ هدفنا الأسمى وهو نيل رضاه والتنعم في جنته الخالدة،،
ومن عجائب هذا التشريع الحنيف أنه يأمرنا بالإستعداد والتهيء والعزم ورفع الهمة،،
فنجد المولى عزوجل يقول:
((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم))
ويقول المولى:
((فَإِذَا عزموا الأمر فلو صدقــوا الله لكان خيراً لهم ))
ويقول المولى سبحانه:
((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))
ويقول المولى عزوجل:
((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ))

والخالق سبحانه لم يجعل التشريع في هذه الحياة فقط تشريع عبادات وأعمال تعبدية لا غير بل جعل التشريع ينساب في الحياة كلها فيشمل كل ما فيها فكل حركة في هذه الحياة جعلت سبيلا إلى الوصول إلى الهدف الأسمى،،

فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
((من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة))
سبحان الله من تعلم علم الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة العربية واللغة الإنجليزية صارت لديه خمس طرق يسهلن له طريقه إلى الجنة فيا لرحمة ربنا بنا،،

وحيث أن الإنسان مدني بالطبع وقد جبل على مخالطة البشر وهذه المخالطة فيها ما فيها من سراء وضراء فإننا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))
ولأن المولى خلق البشر متباينين وطباعهم تتخالف قال سبحانه عند حدوث الخلاف أو الزلل بين البشر:
((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))
وقال عليه الصلاة والسلام في العشرة الزوجية والحياة الأسرية:
((وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ))
وكثير من أمور التشريع التي تخاطب الإنسان وتأمره بالسعي في شؤون حياته والإجتهاد فيها لأنها موصلة إلى رضى المولى عزوجل،،

ثم إن الإنسان العاقل يجد لذة عند إنجاز ما عليه من أعمال وتجده يحدد أهدافه وأعماله بحرص وثيق لأنه متيقن أن هذه الأعمال التي يعملها ليست هباء،،
بل إنه يوفق بين متطلباته النفسية والجسدية والروحية فلا يجعل شيء يطغى على شيء آخر فتجده يجعل وقتا للأعمال ووقتا للراحة ووقتا للمرح والترويح عن النفس،،

فما أجمل الحياة والنظام يسودها وما أسعد من جعل الله عزوجل أول أولوياته،،

__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس