الموضوع: حساب الزمن
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 16-02-2013, 08:37 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...قصة ( الزمن ) في عمق الوجود الذي أراده الله تعالى-دكتور فيصل-هي صَدًى مباشر صحيحٍ لكثير من سُنن الله تعالى في النفس والآفاق ؛ كسنة التداول الحضاري..وسنة المُدافعة..وسنة التسخير..وسنة الآجال...

خذ مثلاً-أستاذي-عبارة الـ ( قَدَر المعلوم ) التي وردتْ في أكثر من آيةٍ..

إن الله سبحانه وتعالى،مع كوْنِهِ يملكُ زمامَ كل شيءٍ في بداية الزمان والمكان وفي نهايتهما وفي ما بينهما،إلا أنه يقول لنا في سورة الحِجْر : (( وإنْ مِنْ شيءٍ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقَدَرٍ معلوم ))..

لماذا يا تـُرَى القدَر المعلوم..؟؟

إنه لمصلحة الوجودِ ولِمَنْ يتحركُ في نواميسه..إنه لمصلحة الإنسان تمَشيًّا مع حِكمةِ أنَّ العطاءَ يكونُ على قدْر ما تحتاجُ إليه الضرورة المكانية أو الزمانية...دائماً لا بد من التقدير..الماءُ إذا شبَّعَ الخلية النباتية انبجسَتْ-تفجَّرَتْ-وماتتِ المحاصيلُ وهلَكَ الغطاءُ الزراعي..وإذا كثُرَ حوْلَ الناس أغرقهُمْ وأبادَهُمْ..لابد من الماء-كضرورةٍ-ولابد من تصريفه بالقدر المُحتاج منه...

والله تعالى قادرٌ على أن يَخلقَ الجنينَ بَدلَ تسعة أشهرٍ في سبعة أيام أو في يوم واحد أو في لحظةٍ..وقادرٌ على أن يجعلَ الحبوبَ-أو ( حَبَّ الحصيدِ ) كما سماه-بدلَ أن يَحتاجَ إلى خمسةِ أو ستة أشهر كما في القمح،وشهريْن أو ثلاثةٍ كما في الذرَه،كان من الممكن أن يَقعَ هذا فجأة ودفعة واحدة..لكنه سبحانه وتعالى-كما خلق الكون على عدة أيامٍ-جعلَ التدرج هنا في أزمنة معلومةٍ ومُقدَّرةٍ تقديراً منضبطاً عجيباً..

ولأمْر مَا كان علماؤنا الحكماءُ يقولون لنا : إن الزمنَ جزءٌ من العِلاج..!!

وهذا-وايْمُ اللهِ-كلامٌ في غايةِ العِلميةِ والدقة..!!

فالزمَـنُ-في التناسب النظري عند البرتْ انشتايْنْ-بُـعْــدٌ رابعٌ إلى جانب الأبعاد الثلاثية المعروفة : الطول والعَرْض والعُمْق..ولابد منه لاستكمال الصورة..!!

لذلك رأينا الفيلسوف والجَراح والعالِم البيولوجي الفرنسي الكبير إلكسيس كاريل ( 1873 م – 1944 م ) في كتابه المعروف ( الإنسان ذلك المجهول L’homme, cet inconnu ) يعتمد على توظيف التناسب المُطردِ مع الزمن في علاجاته العضوية وفي وصفه لعمل الأجهزة العضوية العاملة..كأن الزمنَ حقيقة حِسِّيَّة مع الطول والعَرْض والعُمْق..!!

مع هذه الحقائق الثابتة فإن سلطان الزمان وأثر أوْعِيته الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) على الحيِّز والمستوي والمكان موْضِعُ دراسةٍ ومتابعةٍ دائمةٍ لعلماء المادة والطبيعيات..وماتزالُ حيرتـُهم بادية ًفي تحديدِ مستوياتِ ذلك الأثر،وهذا ما يَجعلنا-نحن المسلمين-سلفيينَ خـُلـَّصاً في أمْر العقائد،يسَعُنا-في الإيمان واليقين والتسليم-ما وسِعَ الرعيلَ الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم وتابعي التابعين رضي الله عنهم أجمعين..لأننا إذا كنا-على ما وصلَ إليه العِلمُ التجريبي الآن-حائرين في الإحاطة والإلمام بكل أسرار المادة،فكيفَ بما وراءَها..؟؟!!

إن عيوننا الكليلة القاصرة خُلِقتْ لترى على مسافةٍ مُعينةٍ وعلى حَجْمٍ مُعَيّنٍ،فإذا نقـُصَ الحجمُ كثيراً تضاءلتِ الرؤية أو انعدمتْ،وإذا اتسَعَتِ المسافة أو زادتْ عزَّتِ الرؤية نهائيًّا..

كذلكَ الأمرُ سيانٌ لبصيرتنا العقليةِ..إن لها مَدًى معيًّناً وطاقة إدراكية ًاستيعابية ًتدركُ بها الحقائقَ وتعِي بها الكُنـَهَ الخفية،وبعدَها تتلاشى ولا تستطيع أن تدركَ أكثرَ من ذلك..!!

متعتَ أفكارَنا-دكتور فيصل-بهذه السياحة العلمية حول الزمن..وحساب الزمن..ودمتَ كما أنتَ دائماً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 16-02-2013 الساعة 08:56 PM
رد مع اقتباس