[يزيد فاضلي]

...أحياناً لا تكتمل الصورة،أو ربما لا يُكْتمَلُ انجذالها في العيْن ولا يحتوي شمولـَها الفكرُ والعقلُ ولا يستمرئُ القلبُ نكهَتـَها وهالتـَها إلا بالرحيل إلى تلك ( التفاصيل ) التي تصنعُ جزئياتها،نقفُ عليها-في إلمام وشمول-ونحن إيجادَ الروابط بين أبعادها من غير أنْ نمعنَ التوقفَ فيها كُــلاًّ على حِدَى..!!

( التفاصيل )-بمجموعها-هي ما يَخلقُ في قناعتاتنا الحُكمَ السديدَ الصائبَ على جمال الصورة أو قـُبْحِها..على إيجابيتها أو سلبيتِها..وإلا فإننا لو رحنا نجزِّئُ مفاصلها إلى أوصال معزولةٍ عن بعضها فإن أحكامَنا-بالتأكيد-لن تكون في النهاية مِنَ الصواب والسداد كما نأمَلُ..!! وستظل صورة الانطباع العام في حِسِّنا رجراجة ًغامضة ًمُضببة ً...!!!

ألاَ تتفقينَ معي-أختي الكريمة الفاضلة أمل-أن اقترابَ العيْن أكثرَ فأكثرَ من جزئياتِ القِطع الصغيرة في اللوحة الفسيْفسائيةِ التي تأتـَّى سِحرُها وبهاؤها ورونقـُها وجمالـُها من تراصف تلك الجزئيات وتضامِّها بعضِها لبعضٍ..ألا تريْنَ أن اقترابَ العيْن منها وتفكيكها بالرؤية إلى وحداتٍ صغيرةٍ سيقضي تماماً على مَلمَح اللوحةِ العام،وسيزرعُ تشويهاً فظيعاً في حقيقتها وسيُطفِئُ هالة الجمال الذي ينضحُ منها كما لو لم نرَها حينما رمقناها عن بُعْدٍ...؟؟!!

إن شأنَ ( التفاصيل ) المهمة في مسَار حياتِنا المتكاملة هو شأنُ تلك الجزئيات الفسيفسائية في تلك اللوحة...

لابد من إيجاد نوعٍ من التنسيق وربط القرائن بين تلك التفاصيل حتى تغدو الانطلاقة وتغدو الوسائلُ وتغدو الغايَاتُ في حياتنا المحدودة موحدة ً...

شكراً-أختي الكريمة الفاضلة-على رصانة رؤيتِكِ لحقيقة تلكم التفاصيل..