لا يا مصطفى هنا لا أتفق معك مع احترامي الشديد لرأيك المطروح . ليس كل امتداد للنص هو شتات للفكر ، فكثيرة هي النصوص التي ترغب أن تمتد وتمتد طالما أن الربط بينها موجود تماماً كهذه الحالة التي جاء بها داود السريري ، هذا المبدع الذي قرأته منذ أعوام وعرفته وهو يكتب حتى على زجاج نوافذ الغرفة وعلى أطراف المرايا .. يكتب حباً أزليا وذكريات لا تنتهي .
داود السريري ...... أبصم بالعشرة أنك أحد مظاليم الثقافة في سلطنة عمان وأن قلمك لم يجد حقه وأن هناك تقصير مفرط ، فمثل هذه الأقلام يجب أن تجلس على مقاعد المنصات والأمسيات .
داود السريري الذي كتب إحدى نصوصه ( ويبقى لنا الليل ) إذ يقول :
( وفي غياهب الزمن القاسي
كان بؤسي يكبر ويكبر
وفي دفتر الزمن الرديئ
حلمت بميلاد جديد
يصرخ في أنفاسي ) .
ومن قصيدته ( ذات مرة ) يقول :
( ذات مرة
فاجأني الغياب فرحلت عنها إليها
أخذت أحكي نزف جروحي
وفصل الهم الذي هاجر منها إليا
كنت أتساءل :
أين وعودنا
أدفنت في الصحراء الأسئلة
أم تركها الراحلون عند ذات المكان
الذي اجتمعنا فيه ؟
أم داهمها شوق لا يغادره إلا الصمت ؟ ) .
لا أدري عن ماذا أكتب هل عن قصيدتك ( ترتيلة الحب الجميل أم عن أنشودة الرحيل أم عن رسمكِ أنثى أم عن روح أشرقت أو عن إلى زهرة الربيع أم عن من اغتال الأحلام ) . كثيرة هي إبداعاتك وقصائدك فعن ماذا أكتبك ؟ .
هو هكذا داود يكتب بصمت ويخط أحرفه بصمت ويشتاق بصمت كما أنه يسافر بصمت .
دمت بألق سيدي .