[يزيد فاضلي]

...أيًّا ما تكونُ ( روزاليتا ) الإيحاء..والرمز..والترجيع..والظل المنحَسِر..وخلفية الماوراء في هذه النثرية التي تداعتْ أحرُفـُها العسجدية المترعة-في لطافة الانسياب-كأنما هي في نواصي القلم حباتُ قمْحٍ،تسابقُ الريحَ تحتَ مَيَار من ليلةٍ قمراءَ،لا تنبسُ بشفتيْها خلفَ مِذراتِها الذهبية إلا صبَاباتٍ من مزمور،يُسْمَعُ-كأصداء حُور الخلجان القديمة-ولا يُرَى..!!

قلتُ-أخي المبدع الكريم كمــــــال-أيًّا ما تكون ( روزاليتا ) التي طرزتـَها في نثريتِكَ المنسابة المتدفقه المتوهجة هذه،فما من ريْبٍ-وقد تنامُ ملءَ جفنيْكَ عن شواهدها،ويسهَرُ الخلقُ جرَّاها ويَختصِمُ-أنها شيءٌ مَّا لا يُبارحُ أبداً قطرة صفاءٍ..ونسمة وفاءٍ..وتبريحَ مُهجةٍ..وتسهيدَ تنهيدةٍ..و..و ( عَوْسَجَ تحسِيكٍ،تناهَــى هناكَ منغرزاً في خوافق قلبٍ )..!!

أقرأ-صديقي الجميل-كلماتِكَ..وأمضي مع انسيابها المغموس تارة في كوْثرياتِ الاشتياق والالتياع،وطوراً آخرَ في أوْسُق الأماني وصباحاتها،وبالكادِ يأتنق المعنى المستقطـَر من هذه الأيقونة الملفتة ( روزاليتا ) بغير المكتسَب القبلي لرنينها الذي يَقرعُ في الوجدان نفحاتٍ ولفحاتٍ...

( روزاليتا )..أو ( روزاليا )..أو حتى استقطاراً من وحي ( روزاليا لومباردو )-تلك الملمحة الأبوية الخالدة التي ذرفتْ لها كل البراءات في الدنيا،حينما أرادَ لها والدها الإيطالي أن يتقصِرَ من الموتِ،وكانَ قد خطفها حين داهما ذاتُ الرئة العام 1920 للميلاد،فطفِقتْ الأبُوة تستجدي التحنيط من الطبيب البارع ألفريدو سلافيا..ليبقى إيهابٌ من جسدها،يستعصي-في قلب الأب-أن يتآكلَ حتى بعدما تقررَ في المجمع المقدس أنها آخر الجثامين التي دلفتْ سراديبَ المعبد في صقلية..فعاشتْ روزاليا مراتٍ ومراتٍ في قلوب الآباء البائسين والأمهات الثكالى..برقدتها الهادئة البريئة..بسحتنها الشاحبة الرضيبة..بخصلة شعرها الذاهب مع الشمس،يحكي ألف قصة..ألف بسمة..ألف دمعة....-كانتْ ( روزاليا )..أو ( الجمال النائم )-كما وُصِفتْ دائماً-وكانتْ معها حَكَايَا..وأساطير ألهبتْ قرائحَ الكتاب والشعراء وما زالتْ...!!



أيًّا ما تكون روزاليتا-صديقي الحبيب-فإن الذي أعرفه هنا..أن كمالاً راحَ يُعيدُ بَعْثـَها عوسجاً لمفاتيح الوقت...

ومراسيم البعْثِ وطقوسُهُ،هي وحدَها روزاليتا الجمال..روزاليتا الإبداع...

تحياتي-مبدِعَنا الجميل-إلى ريشتِكَ الأدبية التي تتنفسها دائماً ألـَقاً..وائتناقاً....