نبيلة...نبل العطاء
رسالة تناثرت ، وتتركب في سياق النص ، تحمل معها تراتيل و هواجس ذات و اشتياق يختزل المسافات..
تطارد تفاعل الزمن بظواهره مع تطلعات النفس و الحنين الذي يشدنا الى الآخر عندما نشعر بالغربة...
لا تزال تحاصرها أمواج التردد..هل مشاعرها آتية من عمق الآخر أم من عمقها خرجت همسات و تأوهات ؟..
امتداد الليل المدلهم ، و هذه الغيوم التي ركبت فضاء البوح تجبره على الشك ، و اختلاط الألوان التي كانت
تزين ذاك الوكر الجميل...تراتيل النفس أخرجت بشطحاتها اليقين المؤلم ، و ها هو ذا يهم بالرحيل..و يتجرد الأمل من كل شيء ،
و يسقط تمثاله الواهي الذي تصنعة الأراجيف ، و لم يبق في ذلك الفضاء الا كتابات ضالة ، بعثرها الخيال، وصور تائهة لتصورات
خرجت عن طاعة الفطرة ونبل المشاعر الانسانية..
و يأتي بيت القصيد ليفتح لنا شهية القراءة والألم..
مصلوبة الإحساس مثلت بها الأيد العابثة... قدسية الروح سلبت من الألباب عقيدتها
و خاطت من ذنوبه و معاصيه ثوبا طرزته بتبتله ... كفرت بجنته الواهية...
هذه الخاتمة الجميلة ، الرائعة ، لا تحتاج الى تعليق ..أنها الذات عندما تخرج الى المحيط و تكتشف البؤس الذي يحاصرها..
نبيلة...كم أنت رائعة..تجاوزت بهذا النص العظمة..نص متكامل متجانس ، فراغ الكلمة تعمره الصورة ،
و فراغ الصور تعمره الكلمات ، نص تتزاحم فيه جماليات كثيرة ، زينته اللغة و حصنه التعبير..
نص يتحدى لا يحتاج الى من يدافع عنه
مختار سعيدي
|