[يزيد فاضلي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيت حميد

تذكّرت الآن كلمة لشتيرنر، يقول فيها "حفنة من القوة خير من كيس من الحق"

...ولكن-أختي الكريمة بيت حميد-نقرأ في أقدس مبادئنا أن الله تبارَكَ وتعالى أمرَنا أن نتواصَى في كل الأحوال بـ ( الحق ) لا ( القوة )...(( ...وتواصَوْا بالحقِّ وتواصوْا بالصبر ))..

..وصحيحٌ-أختي الكريمة-أن ( الحقَّ ) إذا لم تـُحِطـْهُ ( القوة ) بإيهابها الرادع ضاعَ واستبيحتْ بيْضتـُهُ، لكنَّ ( القوة َ)-وهذا هو الأدهَى والأخطرُ-إذا لم تتحركْ في انطلاقاتِها تحتَ غِطاءٍ مشروعٍ من ( الحقِّ ) صارتْ فرعنة ًوطغيَانا وتأليهاً على البلاد والعباد..!!

ثم-أختي-ما إخالكِ لا تدرينَ أن الفيلسوفَ الألماني المجنون ماكس شتيرنر قال ما قال في كتابه المثير ( الأنا العليا وذاتِها Surmoi et le même )) إلا انطلاقاً من نزعته الوجودية الحادة،القائمة على العَدمية في الدين والأخلاق والمعتقد وإلغاء بقية المبادئ التي يراها-بعد استقراءٍ فلسفي طويل-أنها من رواسب عصر العجز والجهل والضعف في الإنسان،يَفِرُّ إليها مداراة لعجزه وضعفه وجهله..!!!...فشيءٌ طبيعي أن يكونَ شتيرنز المثلَ الأعلى لصاحب النظرية الطاغية في القوةِ ( السوبرمان ) المجنون الآخر فريديريك فيلهيلم نيتشه..!!!

إن كلمة هذا الفيلسوف المجنون-أختي الفاضلة-وفقَ مبادئنا كلمة ُحَقٍّ أريدَ بها باطلٌ..أو هي كلمة تحملُ في ظاهرها معنىً صحيحاً لباطنٍ غير صحيح..!!!

وآمُلُ أن يُحمَلَ استشهادُكِ بها على أحسْن المحامل الأقرب إلى معناها المنصِفِ العادل،لاَ إلى ما يقصِدُهُ منها صاحبُها المجنون..!!!

اعذريني-أختي-على حِشريتي هنا...فواللهِ ما نريدُ إلا الهدى والتبصرة..والله من وراء القصد....