الموضوع: بصراحة.....
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25-08-2013, 11:18 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيت حميد مشاهدة المشاركة
ولأن المواطنة الحقيقية هي للقيم وللمبادئ وليست لأي شيء آخر كما قد يتخيّل صغار العقول، فإنني أرى أن تعزز تلك القيم ( الفقر، الجهل....) في نفوس عامة المواطنين ليحيوا سعداء أبد الدهر.

...بذلتُ شيئًا من الجهدِ-أختي الكريمة بيت حميد-في تقليبِ هذه العبارةِ أخماسًا على أسداسٍ،وحاولتُ جَهْدي المتواضعَ أن أفهَمَها فهمًا صحيحاً عقلانيًّا حصيفاً واعيًّا..لكنْ عبَثاً حاولتُ..!!

أعترفُ أني وقفتُ حائراُ مدهوشاً أمامَ هذه العبارة العجيبة..!!!!!!!!!

إذ كيفَ لعاقلٍ-إن كانتْ فيه ذرة عقلٍ ووعْيٍ-ومهما كانتْ ظروفُ بلدِهِ وطبيعةِ مجتمعهِ أن يؤمنَ أنَّ ( الفقرَ والجهلَ ) من القيم والمبادئ التي ينبغي تعزيزُها في نفوس عامة المواطنين-في هذه المرحلة أو في أي مرحلةٍ أخرى-ليَحْيُوا سعداءَ أبدَ الدهر...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

إني أتساءل-أختي الكريمة-والدهشة تعقد لساني وقلمي : متى كان ( الجهلُ والفقرُ ) يوماً من قيم المبادئ التي يتواصَى الناسُ بتعزيزها ( أي بمعنى تعضيدها والتشجيع على تبَنـِّـيها كثقافةِ مجتمعٍ ) طمَعاً في أنها تفرزُ حياة ًسعيدة ً..؟؟؟!!!!

أعترفُ اعترافاً صريحاً-أختي الكريمة-بقصوري الشديد في فهم هذه العبارة..!!!

أرجو التوضيحَ..فلربما شَرَدَ مني في فهْمِها ما غابَ عني وفهمه الآخرون...

ثم شيْءٌ آخر :

أنا أيضاً لفتَتْ نظري عبارة ( تدني الثقافة ) كما الحالُ عند الأخت الكريمة أم الدرة..وقد أوضحتِ لها أنكِ تقصدينَ بها المفهوم الخاص ( المعرفة ) وليسَ مفهومَها الإنساني الشامل...

أنا أرى على العكس تماماً-أختي الكريمة-فسواءٌ كانَ المجتمعُ هو المجتمع العماني..أو العراقي..أو التونسي والجزائري..أو الأردني..أو إي مجتمع عربي ومهما كانت المبررات ومهما كانت الخصائص،فما كانتْ يوماً ثقافة التدني ( في المعرفة ) سبباً مرحليًّا أو دائماً في حمايته من التيارات العالمية الهائلة التي تجتاحُ قلاعَنا الفكرية والحضارية،وتكادُ تسلخنا سلخاً من هويتنا العربية والإسلامية الأصيلة...

أنا معكِ أنَّ على الفرد العُماني أن يُؤصِّلَ هويته العمانية-في قيمها ومبادئها الإسلامية وفي أعرافها وتقاليدها النبيلة الموْروثة-لكنْ حتى يحمي هذه الهوية من الاختراق الأجنبي وغزوه الفكري،فإني أرى-لأن تجاربَ الدنيا كلها تثبتُ ذلك-أن الحماية الحقيقية من زوابع التيارات والمذاهب العالمية الكثيرة-بعد التسلح بالهوية-ليسَ بالانغلاق عنها والعزوف عن دراستها وتزهيد أبنائنا في تحصيلها بلْ بدراستها والتبحر فيها وعرفةِ أسرارها التفصيلية والإغراق في فهم مفاهيمها ونظرياتها ومعرفة غاياتِها وأهدافها العلنية والسرية..وهذا لن يتأتى أبداً أبدا بثقافةٍ متدنيةٍ هزيلةٍ سطحيةٍ محدودة...

إنه لابد من أن تتجندَ مؤسساتُ المجتمعِ المَدني كله،خصوصاً المعنية بالأمر ( كمناهج التعليم ومؤسسات التربية والمعاهد والجامعات ومراكز البحوث ومنظوماتِ الإعلام المَرئي والمسموع...الخ )) تتجند وتستنفرُ استنفاراً هائلاً لرفع مستوى الثقافة الجماعية للمجتمع ولابد من توفير غطاءٍ ماليٍّ ضخمٍ لذلكَ...

وعلى حد علمي فإن أنظمة التخطيط في السلطنة الكريمة-تحت الرعاية السامية للسلطان قابوس حفظه الله-تسعى حثيثاً في هذا الاتجاه،وقد قطعتْ أشواطاً جبارة فيه..فكيفَ يكون التدني المعرفي بعد ذلك من دواعي التطوير المرحلي أو المستقبلي..؟؟!!

إنني-أختي الكريمة-حينما أتسلح بمبادئي..بقرآني الكريم..بسنة رسول الله وسيرته..بلغتي العربية الأصيلة..بعاداتي وتقاليدي وأعرافي وتراثي الشعبي الذي ورثته عن آبائي وأجدادي لا يبقى شيءٌ واجبٌ عليَّ بعد ذلك إلا أن أعرفَ مذاهبَ الآخرين وتياراتهم الفكرية والسياسية والأدبية،التاريخية أو المعاصرة ( كالعلمانية والشيوعية والليبيرالية وتاريخ الصهيونية العالمية وفلسفيات الوجودية ومذاهبها الإلحادية وتيارات االفكر المختلفة كالبرغماتية وغيرها...وغيرها... ) أدرسها وأفهمها جيداً بلغاتها الأصلية إن أتيحَ لي ذلك-خصوصاً الإنجليزية والفرنسية والألمانية-أو على الأقل في ترجماتها للعربية...أتعلمها-أختي-لا حبا فيها..ولا تأثراً بها..ولا انقياداً لمبادئها،فإننا اتفقنا أنني أصلاً متسلحٌ بمناعةٍ قويةٍ من مبادئي التي رضعتُ لبانها ونشأتُ عليها..إنما أتعلمها حتى لا يُضحَكَ عليَّ يوماً إن تعرضتُ للاختراق وجاءَ مَنْ يُغريني بها ويزينها لي..!!

لذا-أختي-لو أنكِ تتبعتِ أولئكَ المتساقطين من أبناء جلدتنا أمام موجات التهويد والتنصير والإلحاد،ستجدين أن تسعة أعشار الضحايَا هم من الفقراء والأميين ومَنْ عندهم ( تدني ثقافي )..!!

وأربابُ هذه التيارات والمذاهب الأجنبية يعرفون كيفَ ينتقون ضحاياهم وفرائسهم جيداً..!!

وأولُ ما يُعينهم ويُسهِّلُ عليهم مَهمة الاختراق-بوسائل الإعلام والأنترنت والغزو الثقافي-هو حينما يُصادفون أمية ًوجهلاً وثقافة ًمتدنية ًفي المجتمع المسلم..!!

أنا عندما أدرسُ جيداً العلمانية ومذاهبَ الإلحاد وأدرسُ تاريخَها ومخططاتِها وأساليبها الشيطانية في الاختراق..كيفَ باللهِ عليكِ سيسهلُ اصطيادُ فكري بسهولةٍ...؟؟!!!

وحُجتي في ذلكَ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه-كما نقله الفخرُ بن عساكر في تاريخه-(( لا يَعرفِ الإسلامَ مَنْ لا يعرف الجاهلية ))..وحُجتي في ذلك قولُ كاتِمِ أسرار رسول الله حذيْفة بن اليمان رضي الله عنه-كما روى ذلك الإمامُ البخاري في صحيحه-(( كان الناسُ يسألون رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الخيْر ليدركوه،وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن أقعَ فيه..!! ))

ونحن-أختي-تأسيا بحذيفة رضي الله عنه نبحثُ عن مصادر المعرفة الراسخة-عبر المعاهد والجامعات-الخاصة بهذه المذاهب والتيارات...ندرسها دراسة الخبير العليم..ونشجعُ طلبتنا الأعزاء على دراستها والتبحر في تفاصيلها ( وهي الشرُّ كله أمام صفاءِ ديننا ) حتى لا نقعَ أو يَقعوا في شِراكها يوماً..!!

لابد-أختي-من رفع مؤشر الثقافةِ عاليا..في كفاءةٍ وجودةٍ وفعاليةٍ في أي مجتمع عربي إسلامي..في عمان..وفي كل دول مجلس التعاون الخليجي..وفي بلادي الجزائر وكل بلدان المغرب العربي المجاورة..وفي كل أقطار الأمة العربية والإسلامية الواسعة المترامية..فإن المرحلة العصرية التي نعيشها-وسط المتغيرات العالمية الهائلة والمذهلة في المعرفة والمعلومة-لا تسمح أبداً أبداً لأي تفكيرٍ يدعو إلى التدني الثقافي أو الانغلاق على الذات أن يبقى أو يعيش أو حيا حياة كريمة كما يتوهم...ويا وَيْحَ مجتمَعٍ فقدَ ( القدرة المعرفية ) في الالتحاق بالركب..!!!

ربما-أختي الكريمة-الحديث عن ( التدني الثقافي ) كان يصلح في مرحلةٍ تاريخية معينة..أما على مشارف القرن الواحد والعشرين-وما فيه من عالم يتلاطم بالمستجدات المعرفية الهائلة-فما يدَّعي أحدٌ أنه يستطيع أن يعيش بمعزل عنه سواءٌ في سلطنة عمان الحبيبة..أو في الجزائر..أو القطبين الشمالي والجنوبي...وأنتِ أدرى أن هذه التيارات-بالإعلام والقنوات والنت والسياحة والتواصل الدولي-شئنا أم أبينا تصلُ إلى عُقر دارنا وبأسرع وأسهل وسيلةٍ ممكنة..فكيفَ يقول قائلٌ بعد ذلك : إن ( التدني الثقافي ) ضرورة مرحلية في التطوير..؟؟!!!!

هذه وجهة نظري المتواضعة في الموضوع-أختي الكريمة-وهذه هي تساؤلاتي..فإن أخطأتُ فيها فمن نفسي والشيطان وإن أصبتُ فمن الله تعالى...واللهُ المستعان...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 04-09-2013 الساعة 03:06 PM
رد مع اقتباس