ها أنذا أكمل مسيرة قراءة العبرات بروح تستثير الأشجان و تستذرف العبرات و كأنني لم أعلم بيوم أنه يوجد بالعالم كله آلام كتلك الآلام التي تعتلج في اعماق نفوس أولئك الطاهرين البسطاء الذين ملأت فضاء أنفسهم خواطر الخير لتستبدل وسط الظلم و الفقر و القهر والحرمان بأنفس يقتلها الإنتقام و الشر علها ستجد بمقتل جلاديها أو الانتقام بصوره وألوانه مبعثا للراحة وهدوء النفس ...
"إيلين" جئت اليوم بمهجتي قصة واصلت الجرح و الشعور الذي خلفته مارغريت ليلة البارحة وأنا أتوسد قصتها قبل نومي لأفاجا بأنني لست بصدد قراءة قصة ما قبل النوم لتستنهض كل مشاعري و حروفي لها فأجدني أتابع سلسلة أحداثها و شواعرها حتى النهايه فأفاجأ بأنها ليست كذلك لتأتي إيلين فتفتح صفحة أخرى دامية بقلبي لم أعهد يوما أني امام واقع بتلك القصص فأعيد حساباتي لأثبت بملفات عقلي بأنها هكذا فعسى من الرحمن أن لا يكتب قدرا قاسيا علينا بلطفه و رحمته يااارب...
"إيلين" حسبتك في الوهلة الأولى بأن منطق السعادة سيخط قرار الديمومة بحياتك فتبدلت الأحوال لأسوئها و لم تكني تعلمني يوما بأن ضروب الأحزان و ألوانه ستأتي سراعا حتى دون تلميح لتكوني في قفص الاتهام و السقوط دون أن تحسبي لها قدرا متوازنا من الفكر للخلاص منها...
ما أقسى الحياة حين نموت ظلما و الكل يحسبنا على جرم إثم وحينها لا ينعانا ناع و لا يبكي علينا باك..
ما أعتى الحياة حين تجعل من قدر الانتقام حلا ساعته آنيه فنذهل بخسارة نفسيه لم تعلم للشر طريق و لا للقسوة بريق فننجذب له فكل ما كانت تعرفه قلوبنا وسرائر أنفسنا أن العفو عند المقدره و لكن الغيظ الذي كان بإيلين وهي ترى لورين بعد ظلم السجن منعما وهي بلا ماوى مشردة عكفت على الحياة للإنتقام له بذكاء و دون أن يحسب...
أنين يدوي وآهات تزفر بين دفتي العبرات فيااارب رحماك لمن طواهم الرحيل ولم نسرد قصتهم و يااارب رحماك أن تلطف بأقدارك فلن نكون منهم فوالله قلوبنا لا تقوى على ذلك أنت من فطرتها وأنت تعلم سرها فيااارب جنبنا سخطك...