عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 10-09-2013, 01:56 PM
الصورة الرمزية الملتقى الأدبي
الملتقى الأدبي الملتقى الأدبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 46
افتراضي

روايات هُدهد (الخفيف)
لـ : يوسف الكمالي

عزِّني قَبْلَ أنْ تُعزِّي ذَوِيَّا


عَزِّنِي قَبْلَ أنْ تُعزَّى عَليَّا ..


عزِّني قبْلَ أن يُريبَكَ وجْهي


بَعْدَ موتي.. يقولُ: قدْ كُنْتُ حيَّا!


مِن معينِ الصحراءِ .. عدتُّ سرابًا


طالما كنتُ في السرابِ نديَّا!


عدتُّ كالتيهِ في قرارةِ شيخٍ


يتوفَّاهُ بكرةً، وعشيَّا


بعدما كان في بنيهِ وصيًّا


رجعَ التيه في صدى "يا بَنيَّا"!


أنَا مَاضٍ.. رغْمَ انْطفَاءِ شُعُوري


أنَا والجِسْرُ والرِّياحُ سَويَّا


ورواياتُ هدهدِ النَّاسِ عنِّي


عنْ جُنُونٍ يشيبُ فِيَّ فَتِيَّا


كانَ يكفيهِ جهلُهُ ما لديْهِ


صرتُ أخْشَاهُ عالمًا مَا لَدَيَّا!


أسْهَلُ العَيْشِ أنْ تَكُونَ جميلاً

تُقْنِعُ الذَّاتَ بالظُّروفِ حياةً


وتُنَادِي بِمَنْطِقِ العّمِ "هيَّا"


وَتَرُ الليلِ، آيةُ الصُّبْحِ، قلبا


نِ.. لكلٍّ شخصيَّةٌ ومُحَيَّا!


لازدواجيَّةِ السرابِ.. بريقٌ


كانحناءِ الفنَّانِ وَهْوَ يُحيَّا


أو كباقاتِ شاعرٍ نَرْجِسِيٍّ


للحضورِ الأنثويِّ المُهَيَّا


آه... مِنْ لعنةِ المظاهرِ، لولا


أنَّها بعضَ بعضِنا تتفيَّا


لاستَعَدْنا من الغُبارِ ثرانا


وَمِنَ البِرْكَةِ استَعَدْنا الثُّرَيَّا!


إن نبضًا أخطوه، يربكُ جسرًا


يثقبُ الريحَ والظلامَ مُضِيَّا


ورواياتُ هدهدِ الناسِ عني


كبطولاتِ طِفْلَةٍ.. (وا عَـلـيَّا) ~!


مُذْ تَحَرَّرتُ من براءةِ صمتي


وأنا -بعْدُ- ما وصلتُ إليَّا !
رد مع اقتباس