السلام عليكم أستاذة ضي البدر
الحزن له أسباب
فإن كان الحزن إنما على شىء من حطام الدنيا
كخسارة بعض المنافع
أو فقد شيئا عزيز على النفس
فهذا مما يستوجب التقريع
أما إن كان الحزن على فوات شيئا من الفضل
كتفويت صلاة الجماعة, او التخلف عن مجلس خير
او التراخي في أداء حقا من حقوق الله
فإنّ الحزين على ذلك له أجر عظيم
ولكن هناك دواع اخرى تبعث الحزن
مثل: الفراق بالوفاة, الحرمان من بعض النعم
كالمال و الولد, او الصحة والعافية
وكذلك التعرض لتقلبات الدنيا ونوائبها
كل هذه وسواها كثير يصيب المؤمن بالحزن
و تختلف درجة الحزن عند الناس
فهذا سرعان ما ينسى مأساته ويعود
للتفأول والأمل
وهذا يرزح تحت وطئة حزن ثقيل
يتجدد كلّما تذكر أسبابه
ولقد جاء في الحديث الشريف
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
{مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى
الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ}
أخرجه أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري":
قَوْله "مِنْ نَصَب": هُوَ التَّعَب، "وَلَا وَصَب": أَيْ مَرَض
وَقِيلَ هُوَ الْمَرَض اللَّازِم، "وَلَا أَذًى":
وَقِيلَ : هُوَ خَاصّ بِمَا يَلْحَق الشَّخْص مِنْ تَعَدِّي غَيْره عَلَيْهِ
تحياتــــــي