الموضوع: الهمز واللمز
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26-09-2013, 04:24 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...زيادة ً-أختي الكريمة الفاضلة ريم-على كَوْن ( الهمْز واللمْز ) مثلبَة ًشرعية ًومعصية ًأثيمة ً،فهي تكشفُ بما لا يَدعُ مجالاً لأي شكٍّ عن مَدَى ضعْفِ الإنسانِ في شخصيتِهِ ومَدى اهتزازهِ في كِيَانِهِ النفسي والعقلي..

الهمْزُ واللمزُ-في الحقيقةِ-خلقٌ دنيءُ،يجمعُ في طياتِهِ أقبحَ وأرذلَ وأقرفَ ما يكمنُ لإنسانٍ أن يَحملَ من أخلاق...

إنه خلـُقٌ ذميمٌ يَكشفُ عن قلةِ دينٍ...وقلةِ مروءةٍ...وعن خَوَاءٍ أخلاقيٍّ رهيبٍ..!!

فما معنى أن يُوطـِّنَ الإنسانُ نفسَهُ على لغةِ الاختلاس والهمس مع الغيْر فمًا لأذن..؟؟!! وما معنى أن يَجلسَ الإنسانُ على قارعةِ الطريق يهْمِزُ هذا..ويلمزُ هذا..ويَغمِزُ هذا..ويسخرُ من ذاكَ ويستهزئُ بذاكَ..؟؟!!

ما معنى ذلكَ إن لمْ يكنْ خِسَّة ًودناءة ً وجُبناً وخوفاً من المواجهةِ الحقيقيةِ في ميادين الرجولةِ والمواجهةِ الحقيقية..؟؟!!

لقد نزلتْ ( سورة الهُمزة )-وهي سورة مكية ٌقصيرة ٌ،ومن أوائل ما نزلَ من القرآن المَكي-وسَواءٌ أكانَ الذي نزلتْ فيه هو الأخنس بن شريق أو الوليد بن المغيرة أو أمية بن خلف،أو نزلتْ في غيرهم من أراذل المشركين اللئام،فإنَّ السورة تكشفُ عن خسةِ ودناءةِ هؤلاءِ الهمَّازين اللمَّازين،وتكشفُ بالأخص عن مَدَى ضعفهم وخوَرهم في مواجهةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الناس جهاراً نهاراً والدخول معه في حوارٍ ومناظرةٍ عقائديةٍ جادةٍ حول سخافةِ معتقداتهم الساذجة البلهاء في تزلفِهِمْ المُضحِكِ لللات والعُزَّى ومناة وأساف ونائلة وهُبل وهي حجارة صمَّاءُ من صخْرٍ أصمٍّ..!!

فلما أعيَتهُمْ مقارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم-بالحجةِ الداحضةِ والبرهان الساطع-وجهاً لوجهٍ،راحوا يُدارُونَ عَوَارَهمْ-ضعفاً وجُبناً-باللمز والهمز فيه من بعيدٍ..!!

وياليتَ كانَ ما يتهامزون ويتلامزون به قدحاً يَشينُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في كمالِه وجماله وجلاله وأخلاقه ورجولته السامية الرفيعة العظيمة...إذ أنه من هذه الناحية صعبُ المنال،ولطالما حاولوا وحاولوا فعادوا بخُفيْ حُنيْن..!!!

لكنَّه هَمْزٌ ولمْزٌ أشبَهُ ما يكونُ بهراءِ ذلك الثعلب الضعيف العاجز الخائر،الذي حينَ أعياهُ قطفَ عنقودِ العِنبِ الشهيِّ في أعلى الشجرة،ولـَّى مدبراً وهو يهذي لمْزاً وهَمْزاً فيه : إنه عِنَبٌ حامضٌ..!!

ولعلَّ هذا هو المعنى الذي حفظناه من شاعرنا الحكيم حين قال :

إنْ يَسْمَعوا ريبة ًطاروا بها فرَحاً ** مِني،وما سمِعوا من صالِحٍ دَفنوا
جهْلاً علينا وجُبْناً عن عَـــــدُوِّهُـمُ ** لبئسَتِ الخُلتان : الجَهْلُ والجُبْنُ..!!!


وهذا هو شأنُ المهازيل من الهمَّازينَ اللمَّازين النخازين في كل زمان ومكان...لا يُحسنونَ إلا اللسْعَ الخَفِيَّ كالحشراتِ الطفيْليةِ المقرفةِ ؛ البعوض والدبابير وبعض اليعاسيب والجنادب..!!!

أما أن يُواجهوا-كرجالٍ أقوياء وكعقلاء علماء حُكماء-وجهاً لوجهٍ وأمامَ الناس وعلى المكشوف،فتلكَ أخلاقُ العظماءِ..وتلك ميادينُ لا يُحسنها هؤلاءِ الرعاعُ والدهماءُ..!!!

جوزيتِ ألفَ خيْر-سيدتي البديعة قوافي-على هذه الباقةِ النورانية الشرعية التي تذكرنا بهذه النقيصة الأخلاقيةِ الهابطة،فنتلافاها في حياتنا ومعاملاتنا حِفظاً لديننا ومروءتِنا وأخلاقنا....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 26-09-2013 الساعة 04:45 PM
رد مع اقتباس